اعتصم امس نحو 250 طالبا من كليات الجامعة اللبنانية وفروعها امام السرايا الحكومية، تلبية للدعوة التي اطلقتها مجموعة من الطلاب المستقلين على صفحات الـ"فايسبوك"، للمطالبة بحل مشكلات الجامعة وطلابها.
في الاعتصام، اضافة الى الطلاب، اعداد كبيرة من عناصر قوى الامن الداخلي وآليات الاطفاء وضعوا على اهبة الاستعداد لمواجهة محتملة مع المعتصمين. التحرك كاد في لحظاته الاولى ان يتماهى مع تحركات اسقاط النظام الطائفي، فالمشاركون بدت على شعاراتهم ملامح اليسار، ولم يكن ينقصهم سوى الاعلام الحمراء، لكن طلاب الفروع الثانية الذين وصلوا تباعا اضفوا على الاعتصام طابعا جامعا، ما جعل المعتصمين يركزون على الفكرة الاساس "بدنا نفوت عالجامعة"، لكن مرور الوقت اظهر التناقضات الكامنة، فانقسموا بين مؤيد لمطالب الاساتذة وآخر لا تعنيه، بين مناهض للحكومة وبين ضاغط على الاساتذة.
اعتبرت لمى ان مشاركتها تأتي في اطار محاولة التأثير على اصحاب القرار، اكانوا ضمن الفريق الحكومي أم فريق الاساتذة، "فمطالب الاساتذة لا تعنينا فعليا، الا ان تأييدنا لها يعود الى ان دخولنا الى الجامعة مرتبط بتحقيقها، فالاساتذة لن يتراجعوا كما يبدو".
ووافق باسل على كلام لمى لكنه ادرج هذا التحرك في اطار المطالبة بالاصلاح الكامل في الجامعة اللبنانية، فللاساتذة مطالب محقة لكن عليهم واجبات، "نؤخذ رهينة لتحقيق مطالبهم، فيما هم لا يقومون بواجباتهم تجاهنا وتجاه جامعتنا".
وبعيدا من تحميل المسؤولية للاساتذة، يقول مصطفى ان "المسؤولية تقع على الحكومة وعلى وزير التربية اولا واخيرا فهم يدمرون الجامعة، ونحن لا نعتصم اليوم الا لتأييد مطالب اساتذتنا، لأن تلبية مطالبهم سينعكس ايجابا على اوضاعنا".
وفي الاعتصام ايضا مطالبة بانتخابات جديدة لمجالس الطلاب، ودعوات لالغاء المحسوبيات عند تعيين الاساتذة. كما انتقد عادل اللامبالاة التي تواجه الطلاب "فحتى وسائل الاعلام لم تحضر لمواكبة تحركنا".
انها الرابعة، تجمع المعتصمون، فكلمتهم بدأت تتلى. في الكلمة تذكير بأن الجامعة اللبنانية هي للفقراء، وان السنة الدراسية لم تعد تتحمل، "نريد العودة الى مقاعد الدراسة". في الكلمة ايضا مطالب للحكومة لم تقترب من مشكلات الاضراب وتأجيل الدراسة، فالمعتصمون طالبوا بوضع آلية لتفريغ اساتذة جدد، وبتطوير مناهج التعليم، وتحسين المباني وتطوير التجهيزات، وطالبوا بالعودة عن قرار منع العمل السياسي في الجامعة.
وما ان انتهت الكلمة، حتى بدأت الشعارات ترتفع، بعضها تربوي وآخر سياسي مما ازعج عددا كبيرا من المشاركين في الاعتصام. فالعونيون الذين حضروا بصفتهم الشخصية وشكلوا مع طلاب الفرع الثاني حول 50% من المعتصمين، بدت عليهم ملامح الانزعاج.
"لقد تبنينا مطالب الطلاب وعلى هذا الاساس شاركنا في الاعتصام، لكننا لا نقبل ان تهاجم الحكومة ورئيسها بهذه الطريقة"، كما قال ايليو سلامة ممثل التيار الوطني الحر في كلية العلوم في الفنار.
ورأى جو غانم ممثل التيار الوطني الحر في كلية الهندسة – رومية والذي شارك بصفته الشخصية في التحرك، ان "طلاب التيار شاركوا من دون قرار تنظيمي، ولهذا لم ننسحب، لكننا سنفكر كثيرا في اعادة الكرة"(النهار 26تشرين الاول2011)