لم تدرج بعد أي جامعة لبنانية بين الجامعات الـ500 الأولى في العالم، سواء في ترتيب شانغاي أو في ترتيب كامبريدج، بسبب ضعف البحث العلمي.
الكلام جاء في مداخلة الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة في ورشة عمل اطلاق الشبكة اللبنانية للبحوث الوطنية والتعليم، التي افتتحها امس وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب بالتعاون مع المجلس والشركاء الاورومتوسطيين ومجموعة طلال أبو غزالة في مبنى الوزارة.
وقال الدكتور معين حمزة: "تعكس "الشبكة اللبنانية للبحوث والتعليم العالي" أهمية دور البحوث العلمية في تطوير التعليم العالي وفي ارتقاء الجامعات اللبنانية لتصبح في المستوى العالمي المنشود. ولا يسعني هنا إلاّ أن أشير إلى أن أية جامعة لبنانية لم تدرج بعد بين الجامعات الـ500 الأولى في العالم، وذلك لسبب أساسي هو ضعف البحث العلمي في الجامعات اللبنانية، مقارنة مع الجامعات العالمية والقليل من الجامعات العربية".
أضاف: "أن مشروع الشبكة العربية المعروض للنقاش والتبني، هو من المبادرات التي تشكل قيمة مضافة للجهود البحثية في الجامعات والمجلس ومراكزه المتخصصة. ونحن على استعداد للمساهمة وتبني المشروع ومده بالتسهيلات، والتنسيق مع مرصد العلوم والتكنولوجيا LORDI، وذلك في حال توصلت الشبكة العربية لاستقطاب اهتمام الجامعات اللبنانية المنضوية في منظومة البحث والتطوير والتي أطلقت العديد من برامج الدكتوراه وتعتبر البحث العلمي في أساس مهماتها".
ولفت الى ان "بناء الشركة بين الأطراف المعنية حول شبكة او برنامج مماثل، يتطلب التزاماً صريحاً من كل اطرافها لمدها بالمعلومات والمساهمة في تطويرها من جهة، وتنسيقاً كاملاً وشفافية في آليات التعاون من القيمين عليها من جهة أخرى".
وقال طلال أبو غزالة: "ستعمل الشبكة الوطنية اللبنانية للبحث والتعليم على توفير خدمات الربط المتكامل لكل المؤسسات البحثية والتعليمية، وخدمات الإنترنت المتكاملة للجامعات والمؤسسات البحثية، والربط مع شبكات بحث إقليمية، والوصول إلى المحتويات والمستودعات المشتركة ومصادر المعلومات في الجامعات اللبنانية من خلال اشتراك موحد في كل الصحف والمجلات الدورية الإلكترونية العالمية، واتفاقات موحدة مع موردي البرامج بالنيابة عن الجامعات للترخيص".
وتحدث وزير التربية عن جهود تبذلها الحكومة في مجال تحديث أنظمة التعليم العالي والجودة وإطلاق الإطار الوطني للمؤهلات، مركزاً على أهمية التواصل في دعم تطوير التربية والبحث، وأهمية إستعمال التقنيات الحديثة في هذا المجال، مما يعطي للمشروع أهمية خاصة وبعداً وطنياً وإقليمياً ودولياً. كما أن استخدام هذه الوسائل يخفف من الكلفة المرتفعة التي يتطلبها البحث العلمي تلبية لمتطلبات العولمة.
ولفت الى العديد من المبادرات الأوروبية، مميزاً المشروع الحالي بتخصصه في مجال الإستثمار في التقنيات المتقدمة، ووضعها في خدمة الباحثين.
وعقدت جلسات عمل تحدث فيها الدكتور روبيرتو باربيرا من جامعة كاتانيا في إيطاليا عن البحوث التربوية والبنية التحتية الإلكترونية من أجل التنمية، والدكتور فيديريكو روجيري من جامعة INFN الإيطالية عن مواصفات البنى التحتية المؤدية إلى تقدم البحث العلمي بحسب الخبرة الأوروبية والمعايير الأوروبية، والدكتور سالم الأقطش من مجموعة أبو غزالة في الأردن عن تفاعل البنى التحتية العربية من خلال الشبكة العربية.
وقرّر المشاركون في الورشة، دعم الجهود الرامية إلى تطوير الشبكة الوطنية اللبنانية للبحث العلمي والتعليم تحت رعاية وزارة التربية واعتبار المجلس الوطني للبحوث ممثلاً لهذه الشبكة نيابة عن الجامعات اللبنانية ومراكز البحوث. إطلاق الشبكة اللبنانية للبحث العلمي والتعليم بهدف تأسيس البنية التحتية الالكترونية لربط جميع الجامعات اللبنانية ومراكز البحوث من خلال شبكة مكرّسة على الصعيد الوطني، ومن ثم الربط مع شبكات البحوث العربية والأوروبية.(النهار 22 تشرين الأول2011)