يستجيب لمتطلبات المجتمع.. وشهادته من 13 دولة أوروبية
خطوة جديدة خطتها كلية الزراعة في «الجامعة اللبنانية»، أمس، مع إطلاقها شهادة الماستر في «هندسة التنمية الريفية والبيئة»، بالتعاون مع «المعهد الزراعي المتوسطي لمدينة مونبيلييه». وينتمي المعهد المذكور إلى «المركز الدولي للدراسات العليا الزراعية والمتوسطية»، فيحصل طلاب كلية الزراعة اللبنانيون، بموجب الماستر، على إثنتي عشرة منحة فرنسية لإجراء الأبحاث العلمية والتدريبية في المعهد الزراعي لمدة تسعة اشهر، في كل عام، على أن يستمر التدريس النظري في كلية الزراعة لمدة أربعة شهور، على أيدي الأساتذة الباحثين الفرنسيين واللبنانيين.
وأوضح عميد الكلية د. تيسير حمية لـ«السفير» أن «اطلاق الماستر يأتي لتحقيق أفضل الغايات الثلاث التي تسعى إليها الجامعة اللبنانية، وهي: التدريس والأبحاث وتنمية المجتمع. ولفت إلى أن كلية الزراعة، «التي تعتبر من أصغر كليات الجامعة اللبنانية حجماً، باتت من أهمها من حيث نشاطها وتنوع طلابها، كما على صعيد التعاون الممنهج والمبرمج مع مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني في لبنان، إيماناً منا بتنفيذ الفلسفة العامة للكلية والقاضية بالممارسة العملانية على أرض الواقع اللبناني وتنفيذ الاتفاقيات مع مجموعة من الجمعيات المدنية والمؤسسات الخاصة والرسمية».
حضر حفل الإطلاق ممثلون عن الهيئات الرسمية الفرنسية والفرنكوفونية، وممثلو المعهد المتوسطي من مسؤولين وأساتذة وباحثين، وقد أقيم برعاية وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب ممثلاً بمدير عام التعليم العالي د. احمد الجمال، وبحضور غسان صياح ممثلاً وزير البيئة ناظم الخوري، وشخصيات وطلاب.
وشرحت البروفسورة تهاني عبد الكريم (من «المعهد المتوسطي») كيفية الاستفادة من الماستر ومواعيد الدراسة، والمواد التي يتوجب على الطالب درسها، قبل الانتقال إلى فرنسا.
وأوضح العميد حمية أن «الماستر يتعلق باختصاص يعتبر من أهم الاختصاصات التي يحتاج إليها الوطن، في الوقت الذي يشهد النزوح المستمر من الأرياف إلى المدينة مع ما يسبب ذلك من فساد في البنية الاقتصادية والزراعية للمجتمع اللبناني، بالإضافة الى المشاكل البيئية التي ما زالت تتراكم يوما بعد يوم».
وشدّد البروفسور فنسنت دوللييه (من «العهد المتوسطي») على «أهمية هذا الاختصاص كونه يساهم في تكوين الخبرات اللازمة للتنمية الريفية والزراعية وللعلاجات البيئية». ولفت الى أن «الشهادة التي سيحصل عليها الطالب معترف بها ليس فقط في لبنان وفرنسا، بل أيضاً في 13 دولة أوروبية».
وركزت المديرة الاقليمية لـ«الوكالة الجامعية للفرنكوفونية» البروفسورة سلوى ناكوزي على «أهمية أن يتحول الماستر من مؤسستين جامعيتين لبنانية وفرنسية، الى ماستر دولي، تشارك فيه جامعات اخرى من مصر وسوريا والأردن». وتكلمت عن «دعم هذا النوع من الماسترات الذي يمكن أن يؤدي إلى دكتوراه في مجالات التنمية الاقتصادية والبيئية».
ونوه جيلي تاوديت، باسم السفير الفرنسي في لبنان دينيس بييتون، بـ«التعاون اللبناني الفرنسي، والجهود التي تبذل من قبل كلية الزراعة والمعهد المتوسطي»، وتمنى النجاح للتجربة.
وأعلن صياح، باسم وزير البيئة، عن «وضع الوزارة في تصرف الجامعة اللبنانية كل امكاناتها للمساعدة في انجاح هذه المبادرة، من خلال تسهيل الاطلاع على جميع الدراسات المعدة من قبل الوزارة، وتسهيل تطوع الطلاب في مختلف دوائر الوزارة، وتوجيه اطروحات الطلاب أو مواكبتها وفق الاولويات البيئية». ولفت الجمال، باسم وزير التربية، إلى أن «سياسة التعليم العالي تكمن في دعم المؤسسات الجامعية التي تكوّن الخبرات الضرورية والكفاءات اللازمة، والتي تستجيب لمتطلبات المجتمع. ونوه بالتجربة، معتبراً أن «هذا الماستر يصب في خدمة المجتمع لأنه يتوجه نحو انتاج المعرفة وتنمية القدرات التي تصب في هذه الخانة».(السفير 19 تشرين الاول2011)