تكاد حالة الفلسطيني فادي ناصر الذي لم يتجاوز السادسة والثلاثين من العمر تختصر معاناة مرضى السرطان من ابناء مخيم عين الحلوة والتي باتت معاناة مزدوجة، تبدأ مع المرض ولا تنتهي على ابواب عيادات وكالة الأونروا استجداء للعلاج الذي لا تغطي الوكالة الا ربعه، ما يضطرهم لتأمين باقي كلفة العلاج من الجمعيات واهل الخير.
فادي الذي كان يعمل بنّاء، أب لطفلتين، احداهما لم تتجاوز شهرها الثاني والثانية في ربيعها العاشر، بدأت معاناته مع المرض قبل نحو عام عندما اكتشف انه مصاب بسرطان في الرأس، وسرعان ما اقعده المرض بعدما اصيب بشلل جزئي الزمه الكرسي المتحرك وأثّر حتى على نطقه.
وقال والد فادي سليم ناصر: "لا نستطيع تأمين الدواء، لأن هناك عدة ادوية باهظة الثمن، دواء كيميائي ودواء لتحجيم المرض، ودواء لحماية المعدة وابر لتمييع الدم ودواء للأعصاب.. ثمن العلبة الواحدة من احد هذه الأدوية 883 الفاً وفيها 5 حبات... وانا رجل مريض اعمل سائق تاكسي.. لنا الله وهو الخبير بنا والعالم بحالنا.
ومعاناة فادي التي يتقاسمها مع العشرات من مرضى السرطان دفعت القوى والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم الى تنفيذ اعتصام تضامني مع مرضى السرطان وحالات العسر الشديد. خاصة بعد تسجيل اكثر من 12 حالة وفاة بالسرطان في المخيم منذ مطلع العام، حيث طالب المعتصمون الأونروا برفع نسبة مساهمتها بكلفة علاج مرضى هذه الحالات وعدم تركهم يموتون على أبواب المستشفيات.
والقى كلمة اللجان الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية امين سرّها في صيدا أبو هاني موعد الذي أكدّ على ضرورة بذل كل الجهود من قبل الانروا لرفع نسبة كلفة العلاج بعد أن أصبح المريض وذووه يعجزون عن تأمين كلفة العلاج.
والقى كلمة الجبهة الديمقراطية عضو قيادتها فؤاد عثمان الذي انتقد سياسة الاونروا الصحية تجاه مرضى السرطان وعدم رفع نسبة مساهمتها في تكاليف العلاج الباهظة لهم والتي باتت تؤدي بالمرضى اما الى الموت السريري واما للموت على أبواب المستشفيات والمؤسسات.
وفي الختام تلا مريض السرطان صالح عبد الدايم مذكرة بإسم المعتصمين ناشدوا فيها ادارة الأونروا العمل الجاد والدؤوب لمعالجة مشكلة مرضى السرطان بتأمين العلاج الدائم لهم عبر الضغط على الدول المانحة والمجتمع الدولي لتغطية نفقات علاجهم بشكل كامل.
اعتصام في بيروت
ونظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين والمنظمات الديموقراطية ولجان العسر الشديد، إعتصاما أمام مقر الاونروا في منطقة بئر حسن، بهدف دعوة الاونروا لتأمين تكاليف الادوية وتحسين شروط الاستشفاء.
تحدث في الاعتصام عضو قيادة الجبهة احمد مصطفى فاشار الى "ان معاناة المرضى الفلسطينيين هي نتيجة طبيعية لسياسة تخفيض الخدمات التي دأبت الاونروا على نهجها منذ عدة سنوات وسببت انعكاسات سلبية كان القطاع الصحي في الاونروا احدى ضحاياها".
واعتبر ان "هذا التحرك هو بداية لسلسلة من التحركات المطلبية ضد سياسة تخفيض موازنة وخدمات الاونروا ومن اجل تحمل الوكالة لمسؤولياتها لجهة تحسين خدماتها بما يستجيب مع احتياجات اللاجئين المتزايدة".
كما تحدثت سلمى العيساوي باسم المرضى فدعت الاونروا الى "التعاطي مع المرضى خصوصا اصحاب الحالات الصعبة كأمراض الرأس والسرطان والقلب والتلاسيميا بحس انساني وبما ينقذ عشرات الحالات المهددة بالموت اذا لم يتم تأمين الدواء".
وتلت هدى الاصفر نص مذكرة باسم اصحاب الامراض المستعصية موجهة الى مدير عام الاونروا في لبنان دعت الى "تأمين ثمن الدواء للامراض المستعصية بنسبة 100%، ومضاعفة نسبة مساهمة الاونروا في تغطية العمليات لتصل الى نسبة 85%، والعمل على بناء مستشفى خاص باللاجئين بكافة الاختصاصات".