تطلق «الجامعة الأميركية في بيروت» اليوم دراسة بحثية نوعية تحت عنوان «وجه الفقر الإنساني في لبنان»، تسعى من خلالها الى الإحاطة بموضوع الفقر وفهمه. وفي هذا الإطار، تركز الدراسة حول تقديم لمحة عن الفقر في لبنان، معرفة من هم هؤلاء الفقراء وأين يعيشون، وكيف يبدون وما هو واقعهم، والبحث عن قوى محرّكة تشرح أسبابَ الفقر في لبنان وتعجز المؤشرات الاقتصادية عن شرحها بسهولة. وتكشف الدراسة- التي تركزّ على ثمانية مجتمعات محلية مختلفة في لبنان، أربعة منها ريفية، وثلاثة مدينية، بالإضافة إلى مجتمع لاجئ- أن «ضمان الوصول إلى الخدمات والدّعم أو تحسين سبل العيش والدّخل لا تكفي وحدها للتصدّي للفقر» لأن «هيكلية المجتمع اللبناني الطائفية والمذهبية لا تسمح بحصول حراكٍ اجتماعيّ».
وتجزم الدراسة أنه بالإضافة إلى وجود 28.54 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر الوطني، فإنه ثمّة «فئات ضعيفة» أخرى يقدّر عددها بحوالي مليون نسمة، لا يحمل عدد كبير منها الجنسية اللبنانية، تشكّل 20 في المئة من إجمالي السكان. وبحسب الدراسة، فإن العوامل المختلفة التي ساهمت في انتشار الفقر عبر البلاد تتمثل «بانعدام أي نوع من الأمان الإجتماعي لمساعدة الفقراء على مواجهة الصدمات والحالات الطارئة. أما شبكة الأمان الاجتماعي الأكثر شيوعًا، والتي لا يحظى بها غالبية الفقراء، فهي التحويلات الخارجية التي ترسلها أسر وأقارب من الخارج. وما يزيد الأمر سوءًا هو أنّ معظم الفقراء يعملون في القطاع غير النظامي وغالبًا ما تكون سبل عيشهم غير مضمونة أو غير مستقرّة. وأنه نظرًا إلى عدم حصولهم على وظائف نظامية، لا يحقّ لهم الاستفادة من الضمان الاجتماعي». (السفير 17 تشرين الثاني 2011)