إلغاء الطائفية السياسية، ومخاطرها كانت موضوع إحدى الندوات التي جرت في معرض بيروت الدولي للكتاب، تحت عنوان "كيف نلغي الطائفية السياسية؟"، حيث أكد مدير الندوة الدكتور عبد الرؤوف سنو بداية بأن إلغاء الطائفية السياسية موضوع مستعص وشائك، ويحتوي على إشكاليات كثيرة تجعل الإقدام عليه محفوفاً بالأخطار، متسائلاً "كيف نقضي على الطائفية السياسية ونحن نبني ثقافتنا وحياتنا اليومية على أسس طائفية؟".
من جهته، أكد الأب الدكتور جورج مسوح أن إلغاء الطائفية السياسية، تسبقه خطوات عديدة، تبدأ بالتوعية والتربية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام على المواطنة والمساواة في الحقوق والمواطنين، مشيراً إلى أن كل ذلك يجب أن يترافق مع تأكيد أن العصبية الوطنية في الاجتماع السياسي تتقدّم على كل العصبيات الدينية والمذهبية والطائفية.
كما تقدم مسوح بعدة إقتراحات منها: إنشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف، وسن قانون للأحزاب يمنع تشكّل أحزاب غير متنوعة دينياً وطائفياً، وسن قانون مدني إختياري في مرحلة أولى للأحوال الشخصية، والعمل على كتاب تربية دينية مشترك بين المسيحيين والمسلمين، ودعم قيام هيئات المجتمع المدني.
في السياق نفسه، أكد الدكتور محمد السمّاك أن إلغاء الطائفية أمر مستحيل، لكن الاستغناء عن الطائفية أمر ممكن، مضيفاً أن لبنان ليس الدولة الوحيدة في العالم التي تعايشت سلباً أو إيجاباً مع نظام طائفي بصيغة ما. أما السبيل إلى الاستغناء عن الطائفية فيكمن في إدراك حقيقة أن ثمة علاقة وطيدة بين الشعور بالأمان الاجتماعي والاستغناء عن الطائفية. (النهار 6كانون الاول2011)