«للمرة الأولى في لبنان، توضع خطة نقل تلحظ حقوقاً لأصحاب الإعاقات حفاظاً عليهم وعلى كرامتهم».
هذا ما أكده وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أمس، بعد لقائه وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، بحضور الهيئة الوطنية لشؤون المعوقين، حيث تم التداول في إصدار المراسيم المتعلقة بمواصفات البناء الداخلية والخارجية بالنسبة إلى المعوقين.
وأوضح أبو فاعور أنه طرح «التطبيقات العملية للقانون 220/2000 المعني بحقوق أصحاب الإعاقات، وطرحنا على الوزير ثلاث قضايا، الأولى: تتعلق بمواصفات البناء المنصوص عليها في القانون 220 والذي لم يصدر حتى اللحظة المرسوم التطبيقي له.
وأبلغنا العريضي بأن المجلس الوطني للتنظيم المدني سيقرّ التعديلات التي كانت تقدمت بها مؤسسات هيئات المعوقين، والاتحاد اللبناني للمعوقين، لإصدار المرسوم في وقت قريب جداً ليوقع عليه، ثم يسلك طريقه إلى الرؤساء»، موضحا أنه «بعد انتظار طويل نستطيع القول إن مواصفات البناء بدأت تناسب حاجات أصحاب الإعاقة، وتتطابق مع القانــون الرقم 220».
أضاف أبو فاعور: «بحثنا أيضاً في خطة النقل التي تعدّها الوزارة، حيث أبلغنا العريضي بأن خطة النقل الجديدة تستوفي كل شروط وحاجات ومتطلبات أصحاب الإعاقة. وعند إنجاز دفاتر الشروط سنتبلغ ذلك لوضع الملاحظات والتعديلات عليها لاعتمادها في خطة النقل». كما تخلل الاجتماع تداول في موضوع البيئة الخارجية «المعني بالأرصفة ومواقف السيارات التي يجب أن تكون مستوفية الشروط تسهيلاً للحركة، وستتابع الوزارة مع الهيئة الوطنية لشؤون المعوقين واتحاد المقعدين اللبنانيين عملها لوضع الاقتراحات وتنفيذها».
ورأت رئيسة الهيئة الوطنية للمعوقين سيلفانا اللقيس أن «ما قاله الوزير أبو فاعور بخصوصنا بالنسبة للتحرك والتنقل كمعوقين، موضوع حيوي ويؤثر على مصير حياتنا، ويحررنا للتنقل باستقلالية دون مساعدة أحد. ولأول مرة نشعر أننا نشهد أملا بعيش حياة كريمة مستقلة مثل باقي المواطنين»، آملين أن «تحذو كل الوزارات حذو هذه الخطوات».
من جهة ثانية، وضع العريضي مع سفير اليونان في لبنان بانوس كالوجيروبولس، الحجر الأساس لبدء أشغال إنشاء جسور المشاة المقدّمة هبة من اليونان في الطيونة ـ شاتيلا قرب الحديقة العامة ـ مدخل نفق شاتيلا ـ بيروت، بحضور رئيسي بلديتي الغبيري محمد الخنسا، والشياح إدمون غاريوس، ممثل عن بلدية بيروت، ومدير الطرق المهندس حاتم العيسمي ورئيس مصلحة الصيانة المهندس أديب دحروج.
وقال العريضي: «هذه الهبة المقدّمة من الدولة اليونانية منذ حرب تموز في العام 2006، وكان من المقرر أن ينفذ أكثر من 20 جسر مشاة، لكن تأخر التنفيذ بسبب إعداد الدراسات والملفات والتنسيق مع السفير وموافقة دولة اليونان كواهبة، بعدها تم الاتفاق على بناء عدد من الجسور. من حيث المبدأ ستصبح ثمانية، وكلفتها كبيرة لكن نوعيتها ستكون مميزة».
وتوجه العريضي إلى سفير اليونان بالشكر وبالاعتذار عن التأخير الذي حصل، مشدداً على تحمّل مسؤولية التأخير من الجانب اللبناني، «لأنه لم يكن هناك تأخير من الجانب اليوناني. فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمرّ بها دولة اليونان، إلا أن موقفهم ثابت لجهة التأكيد على التمسك بهذه الهبة ومساعدة لبنان، وهذا ما ساهم في إنجاز مشروع اليوم».
وتابع: «يجب ألا ننتظر هبات من دول شقيقة وصديقة لنبني جسور مشاة لتأمين سلامة الناس على الطرق، لذلك فإن وزارة الأشغال لحظت في موازنتها للعام 2012 مبلغاً مخصصاً لإنشاء عدد من الجسور في مناطق مكتظة بالسكان، وأمام الجامعات والمدارس الكبرى في مختلف المناطق اللبنانية. هذا ما سيتم برمجته على مدى السنوات المقبلة لتوفير سلامة المرور للجميع على الطرق».
بدوره أشار سفير اليونان إلى أن هذه الهبة وافقت عليها الحكومة اللبنانية، واليوم أطلق المشروع المنتظر على رغم مرور بعض الوقت لضرورته على رغم الصعوبات الاقتصادية التي نعانيها، كما أن دولة اليونان تصرّ على إكمال المشروع ومساعدة لبنان، والدولة اليونانية تتمنى نجاح هذه الأعمال واستكمال المشروع بعد ستة أشهر.
من جهة أخرى، بحث العريضي مع النائب أكرم شهيب ووفد من بلدية عاليه، في مجمل الشؤون الإنمائية من تزفيت وتأهيل الطرق. كما تابع الشؤون الإنمائية مع وفود من بلديتي شعث في البقاع، وبرج الشمالي في صور.