واكب وكالة تعليم اللغة الفرنسية في العالم متطلبات العصر من خلال اعتماد وصية الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هيغو الذي لطالما نادى بضرورة انارة العقول بالمعرفة. فقد تجددت أمس شعلة المعرفة التي تحملها الوكالة في العالم في مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر. أما أجندة اللقاء فهي جودة التعليم ما قبل الجامعي في المدارس الفرنكوفونية الخاصة في لبنان، وتحديداً تعزيز الشركة بين الوكالة و38 مؤسسة خاصة ومدرسة فرنكوفونية.
التعاون الفرنكو - تربوي
قبل عرض مجريات المؤتمر، تشير لائحة المؤسسات التعليمية التي انتسبت الى الشبكة الفرنكوفونية التربوية التابعة للوكالة بأنها من قطاع التعليم الخاص أي من المدارس التي تضم أولاداً من الطبقة الميسورة أو حتى الغنية والذين يستطيعون دفع أقساط هذه المدارس التي توفر هذا التعليم المتطور.
وتتكامل الصورة بمشهد البكاء على "أطلال" المدارس الرسمية في لبنان، والتي يبدو قد فاتها قطار وصية فيكتور هيغو وحتى وجهة "شعلة" الوكالة. وتأكدت هذه المعادلة في غياب أي ممثل عن وزارة التربية أو عن المركز التربوي للبحوث والانماء.
وفي العودة الى وقائع اللقاء، سيسلط المؤتمرالضوء على فصل من فصول المعاهدة الفرنكو-تربوية التي وقعتها الوكالة المذكورة ومجموعة كبيرة من مدارس لبنان الخاصة في 13 أيار 2009، وهي مؤسسات تربوية خاصة "تعتنق" لغة موليير وقواعد الفرنكوفونية .
أما المحور الأهم في اللقاء فكان تذكير الـ 33 مؤسسة تربوية خاصة فرنكوفونية بمضمون المعاهدة الفرنكو - تربوية واعلان انتساب 5 مدارس جديدة تكاملت في كل منها المواصفات الفنية والتربوية والتعليمية في مراحلها كافة، والادارية أيضاً، وهي القلبين الأقدسين - بيت شباب، القلبين الأقدسين - زحلة ، مدرسة مونتانا العالمية، المدرسة المركزية - جونيه، ليسيه حسام الدين الحريري.
جاء عدد من مديري مدارس لبنانية خاصة ليسمعوا من خلال كلمة السفير الفرنسي دوني بييتون تذكيراً بـ"ميثاق الشرف" الذي يربط الجانبين عموماً. وبالنسبة الى بييتون، فان الوكالة لحظت في المعاهدة التربوية مع المدارس اللبنانية الخاصة أهمية أن تقارب النصوص في الكتب خصوصية لبنان الثقافية والتاريخية. واعتبر بييتون أن المدارس المعنية في الشركة أدركت بدورها أهمية نشر اللغة الفرنسية للجيل الجديد بكل روح مسؤولة.
ورسم بييتون أطراً مستقبلية للشركة المذكورة والتي تعطي للتعليم المستمر مكانته. أضف الى ذلك وفقاً لبييتون، دور الورش التربوية التي تلحظ برامج جديدة متطورة لتعليم الفرنسية. ويبرز ذلك كما قال، من خلال تركيز هذه البرامج على اعداد تلميذ يعتمد على ذاته في تطوير قدراته البحثية والتحليلية والابداعية بمواكبة جسم تعليمي مسؤول. وجدد ثقته بغنى الشركة وأهميتها في عالم اللغات الحية، لأنه يعتبر اللغة الفرنسية عموماً والثقافة المتحدرة منها والتي تنبثق من رحم التاريخ وعمق الذاكرة ونبض القيم، من العالم الحي والمتنور.
أما مديرة الوكالة آن ماري ديكوت، فذكرت الجمهور التربوي الحاضر أن الشبكة التربوية الفرنسية تنتشر في 130 بلداً و"تتوغل" في 480 مدرسة، ويتلقى العلم في كنفها 300 ألف تلميذ في العالم. لكنها توقفت عند مكانة لبنان بين هذه البلدان والذي يضم تحت "لواء" المعاهدة 38 مدرسة و39 ألف تلميذ. واعتبرت في هذا السياق أن الأبعاد العامة لهذه الشركة تصب في أهداف تجعل تعليم الفرنسية في خدمة قيم رئيسية هي نشر المساواة، تعزيز الأخوة، الانسانية والتفكير النقدي عند التلامذة".
ودعت الى أن يكون البرنامج الدراسي متكاملاً في هذه المؤسسات لاعداد جيل ناشئ - رجالاً ونساء - يقدسون الثقافات ويكونون في اختصار مواطنين مؤهلين للانفتاح على الآخرين وتخطي الحواجز مهما كانت بين سكان هذه الأرض.