المناهج التربوية العربية لم تنتج مواطناً وديموقراطية نجار لـ"النهار": التعليم العالي أدى دوراً سلبياً في الربيع العربي

رأت عضو مجلس الأعيان الأردني هيفاء نجار أن المواطَنة هي الحلّ الوحيد لإنهاء حالة التعصب الديني والانغلاق في المنطقة العربية، معتبرةً أن الانسان الذي يعيش حالة المواطنة، يشعر بالاطمئنان لأنه يعتبر نفسه يعيش في دولة قانون ومساءلة، وهذا ما يعزز لديه التواصل مع المحيطين به ويخفف حالة الانغلاق.
وقالت لـ"النهار"، أن المشكلة القائمة اليوم، تكمن في أن التعليم عزل نفسه، موضحةً أن هدفه ليس الشهادات انما تحضير الإنسان للحياة وتهيئته ليصنع مستقبله، "بتعليم المواطنة في المدرسة، يبدأ التلميذ في التأسيس أن يكون مسؤولاً عن سلوكه وادائه".
الإصغاء الفاعل والاحترام المتبادل، شكل من أشكال المواطنة في المدرسة، وأساس كل شيء، وفق نجار، هو المحبة أيضاً، "على التلميذ أن يشعر بأنه محترم كما الأستاذ". المواطنة هي نتيجة إحساس الإنسان أنه إضافة نوعية في الحياة.
وشددت نجار على ضرورة تحويل المناهج التعليمية الحالية إلى مناهج ديناميكية لمساعدة التلميذ في التحليل، وفي تطوير العقلية المنفتحة. اذ ان المناهج الحالية لم تنتج مواطناً بل أنتجت متعلماً سلبياً، بسبب النظام السياسي الاجتماعي وعدم وجود رؤية واضحة للوطن ونظام ديموقراطي.
ولفتت الى أن التغيير صعب، ولكن يبدأ بأشياء بسيطة كدخول الأستاذ إلى الصف مبتسماً، "أؤمن أن شخصاً واحداً لا يستطيع أن يغيّر لكن في استطاعته أن يفعّل شيئاً"، مشيرةً الى أن التحالف بين مؤسسات المجتمع والمدرسة والبيت ينتج مواطناً صالحاً.
وفي ما يتعلّق بالثورات العربية، اعتبرت أن التعليم العالي ادى دوراً سلبياً في هذه المرحلة، مشددةً على ضرورة توفير حالة من البحث لتطوير القطاع التربوي وتحليل الربيع العربي ودرسه، "أنا متفائلة بالشباب، خصوصاً بالتجربة التي خاضوها على أمل تحليلها وتقييمها ونقدها كي نتعلم منها ونبني عليها ونخرج منها بأقل ضرر ممكن".
وفي شأن التعليم الديني، رأت انه اذا دُرّس في اطار المحبة والانفتاح والتسامح والتعامل مع الآخر، "ليس بمشكلة"، ولكن اذا دُرّس من منظور ضيّق ومنغلق، يفضل عندئذعدم تدريسه نهائياً" لأنه سيؤدي الى التطرف والانغلاق.
أما العولمة، فلم تعتبرها نجار مخيفة، إلا أن خطورتها تكمن في أن المجتمع العربي ليس محصناً، ورغم صعوبة الواقع "علينا أن نعمل ونخرج من الانعزال".
وكانت نجار شاركت في ندوة عن تنمية الشخصية نظّمتها رابطة المدارس الإنجيلية في لبنان، ألقت خلالها كلمة شددت على ضرورة تكريس ثقافة المواطنة في الوطن العربي من خلال بناء شخصية المتعلّم، موضحةً أنّ الهدف يتحقّق حين تتحوّل المدارس مؤسسات ملهمة، لأنّ بناء الشخصية يتطلب مؤسسات تؤمن بالتغيير. وشارك النائبان علي عسيران وباسم الشاب وعدد من الأساتذ ومديري المدارس في الندوة التي تحدث فيها الدكتور سكيب غارمو عن الاختلاف بين الشخصية والخصائص الذاتية للإنسان التي تولد معه.(النهار 5كانون الاول2011)