تعود قضية مدرسي التربية الدينية في دائرة اوقاف طرابلس الاسلامية من جديد الى الواجهة، لكن بآلية تحرك جديدة يهدف المشاركون من خلالها ان يجدوا حلا لقضيتهم التي لم تجد طريقها الى الحل رغم كل الوعود التي اغدقت عليهم في محاولات لاجهاض المطالب الانسانية التي تنقذهم من المعاناة المتواصلة حسب اجماع كل المدرسين المعنيين.
يبدأ التحرك من مقر دائرة الاوقاف بعقد مؤتمر صحفي على بعد امتار عن مقر مفتي طرابلس وعلى مسامعه مع عدد من المشايخ حيث يناقش فيه المجتمعون مطالب المدرسين، اضافة الى اعتصام ينفذ امام الدائرة يعلن فيه المعتصمون نقل قضيتهم الى دار الفتوى في بيروت في حال لم يجدوا اذانا صاغية لمطالبهم المحقة.
لكن أكثر من تساؤل واستفسار عن التحول المفاجئ في اداء القيمين على دائرة الاوقاف الاسلامية، التي كانت تمنع بأي شكل من الاشكال تنظيم اي اعتصام او مؤتمر يطالب من خلاله المدرسون بحقوقهم، او حتى اصدار بيان واحد، ايضا كان يعاقب كل مدرس يسرب معلومات الى الوسائل الاعلامية..
فاليوم (الخميس) يلتقي حوالى 180 مدرسا ومدرسة في مادة التربية الدينية وفي جدول اعمالهم مطلب رئيسي يتمثل بتثبيت جميع المدرسين في السلك التربوي الرسمي اسوة بباقي المعلمين في وزارة التربية والتعليم لضمان مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم بعد سني العمل في سلك التعليم الديني او اقله تثبيتهم اسوة بباقي موظفي دار الفتوى الاسلامية.
لكن ما هو الجديد في هذه القضية؟..
لأول مرة يلمس المدرسون اهتماما ملحوظا بهذه القضية، وقد جاء هذا الاهتمام اثر شائعات تحدثت عن احتمال تخصيص رواتب شهرية رمزية تقدر بـ 250 الف ليرة من مكتب الرئيس نجيب ميقاتي، توازي ما يتقاضونه من دائرة الاوقاف بحيث يصبح الراتب قيمته 500 الف ليرة تبقى دون الحد الادنى الذي يؤمن معيشة الواحد منهم.
عدا عن ان الرئيس ميقاتي سبق له أن قدم مساعدة مالية لهم في عيدي الفطر والاضحى الماضيين.
هذه الامور دفعت بدائرة الاوقاف الى الوقوف الى جانب هذه القضية التي كانت تعتبرها من «المحرمات»، واعتبرت بعض الاوساط ان هذه الخطوة امتحان للنوايا التي وصلت الى مسامعها والتي تتضمن تحسين كافة شؤون هذا القطاع الذي يعيش تحت وطأة تهديدات المعلمين من جهة، والخلل الاداري من جهة اخرى..
في هذا الصدد تؤكد مصادر مقربة ان القيمين على دائرة الاوقاف قرروا اعتبار معركة المعلمين معركتهم، ففتحت لهم ابوابها وسمحت لهم باطلاق الصرخة عبر جدرانها، علهم بهذه الخطوة يزيلون الهم الاكبر عن صدرهم، للانتقال الى خطوات اخرى، خاصة اذا اثمر تحرك المدرسين ووصلوا الى حل ازمتهم المزمنة.
وفي مصادر الاوقاف ان المؤتمر سيكون ضمن الاطر الادبية، لان مطالب المجتمعين
تأتي تحت ضغط الحاجة الملحة والحقوق المشروعة للمدرسين، متسائلة هذه المصادر «إلى متى تبقى قيمة حصة تعليم التربية الإسلامية خمسة آلاف ليرة لبنانية في هذه الظروف الصعبة؟»..
لكن الغريب في الموضوع تقول المصادر، ان القيمين على الدائرة سيتبنون هذه القضية بشكل مباشر، لذلك على مدرسي التربية الدينية استغلال هذه الفرصة، لانها غير سانحة في وقت اخر..
ايضا لفتت هذه المصادر ان عددا من المعلمين والمعلمات سيحاولون الاجتماع بالمفتي مالك الشعار وشرح معاناتهم على أمل أن يلقوا عنايته واهتمامه بعد كل سنوات المعاناة الطويلة الامد.
مصادر المعلمين لفتت الى انه في حال لم ينالوا مطالبهم فمن المقرر نقل تحركهم الى الاعتصام امام دار الفتوى في بيروت الى أن يتم إقرار كل المطالب(الديار 7 كانون الأول2011)