في ظل انحدار مستوى المساواة والعدالة بين طبقات المجتمع والواقع الاجتماعي المتردي والأزمة المعيشية الخانقة التي تنعكس سلباً على كل المواطنين، ارتأى الاتحاد الوطني للجمعيات الأهلية المتعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية تعميق وتطوير قدرات القطاع الأهلي وتعزيز الشراكة مع الوزارة من أجل الاستمرار في مسيرة العطاء من خلال المؤتمر الأول الذي عقده الاتحاد في الأونيسكو تحت شعار "وحدتنا وتعاضدنا وسيلتنا الى عطاء يتواصل".
تطرق المؤتمر الذي أقيم برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلاً بوزير البيئة ناظم الخوري الى متطلبات المرحلة المقبلة ومواجهة التحديات لتعزيز الشراكة بين الجمعيات والوزارة وتناول رئيس الاتحاد توفيق عسيران ضرورة معالجة الخلل بين الطرفين والتباعد الذي يعيق تطوير القطاع الأهلي، مشدداً على وعي أهمية الدور الذي تقوم به الجمعيات وحاجة الوزارة إليه لأن ذلك يساعده على مواصلة العطاء ومعالجة كل ضعف لايجاد حلول جذرية لا موقتة للمشاكل الاجتماعية.
واعتبر رئيس المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية الأب عبدو رعد أنه ما لم تعمد الحكومة الى دفع بدل التشغيل أو الى دفع مساهمة مقبولة من خلال عقود منصفة ومتجسدة مع الوضع الاقتصادي فإن قطاع الجمعيات الأهلية سيعجز عن دفع أي زيادات وسيكون في خطر الإفلاس.
ودعت رئيسة المجلس النسائي اللبناني أمان كبارة شعراني أن السياسات التنموية الاجتماعية ليست شاملة وليست مترابطة كما أن رسم هذه السياسات يغيب عن هموم تلك الجمعيات، مشددة على ضرورة التعاضد الأهلي وتحديث الإدارات ومأسسة الجمعيات.
وألقى مدير برنامج التنمية الاجتماعية والمحلية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي راغد عاصي كلمة مدير البرنامج روبرت واتكنز فلفت الى أن وضع استراتيجية اجتماعية فاعلة يساهم في معالجة المشاكل كما أن تعاون الجمعيات والوزارة يؤمن حياة أفضل للأسر الفقيرة في المناطق المهمشة.
ونوّه الخوري بدور القطاع الأهلي في التصدي للتحديات والتنمية المستدامة ورأى أن الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي مسؤولية الحكومة والقطاع الأهلي وقطاع الأعمال وهو لا يتحقق إلا بالتوازن المطلوب بين حاجات كل أ"طياف المجتمع، لافتاً الى أن برامج الجمعيات وتقديماتها ساهمت في جمود اللبنانيين في كل المراحل.
بعد ذلك كان نقاش بين ممثلي الجمعيات تم خلاله التوصل الى رؤى مشتركة تعزز التلاقي مع الوزارة وتساهم في تعميق التواصل من أجل علاقة متينة مع الاتحاد تساعد في تحقيق نتائج اجتماعية أفضل.
المستقبل - الجمعة 16 كانون الأول 2011