يعمل المجلس الثقافي البريطاني في لبنان، من خلال مجموعة كبيرة من المشاريع التربوية، على تعزيز تبادل الخبرات التعليمية والإدارية والطالبية في كل من مدارس المملكة المتحدة ومجموعة كبيرة من مدارسنا الرسمية والخاصة في العاصمة والضواحي والأطراف.
"بروفيل"
المواطن العالمي
هذا النوع من المشاريع ليس جديدا في العالم اليوم، لكنه حمل في مضمونه علامة فارقة تمثلت في سهر إدارة القسم التربوي في المجلس الثقافي البريطاني على رسم سياسات تربوية تعزز الثقة بين الشعبين اللبناني والبريطاني. في اختصار تصبو الخطة التربوية إلى إعداد تلامذة يتمسكون بالمواطنة وينفتحون على العالم كله وعلى ثقافاته وقيمه وهوياته المتعددة.
هذا المفهوم الجديد الذي شددت عليه مديرة المشاريع التربوية في المجلس الثقافي البريطاني ميساء الضاوي في حديث لـ "النهار" يتوسع منذ عام 2008 في لبنان والبلدان المجاورة من خلال " ثالوث" تربوي. فالقسم الأول من هذا الثالوث وفقاً للضاوي هو لـ"ربط الصفوف المدرسية بين بريطانيا ولبنان. نجح المشروع بحسب الضاوي من خلال التعاون "الوثيق" مع كل من وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء على تنفيذ منهجية ربط الصفوف المدرسية بين 54 مدرسة رسمية وخاصة من لبنان ومدارس بريطانية عدة. وتوقفت عند زيارة ستة مندوبين من مدارس " نوتنغهام" البريطانية في المملكة المتحدة لتسعة مدارس خاصة ورسمية مشمولة في هذا المشروع، وهي مدرسة الأنطونية في حمانا، مدرسة أمجاد، مدرسة مار يوحنا المعمدان، مدرسة جعفر الصادق، مدرسة أبي بكر الصادق، مدرسة العاملية للفتيان، مدرسة الأنطونية الحديثة في جبيل والثانوية الثانية في جبيل وثانوية الليلكي". أضافت: "تمكنوا من خلال تطوير الثقافة عند التلامذة وقدرتهم على التعرف على نمط عيش الآخرين وتقاليدهم". واضافت: "عملت المدارس التسع مع المدارس البريطانية الخمس في العام الدراسي الماضي على تنظيم نشاطات متبادلة عن مواضيع، أبرزها الأطعمة، التغذية، حقوق الطفل، الفنون والخيال. وبالنسبة الى الضاوي، تكمن أهمية النشاطات في تنظيمها بتوقيت موحد لنتمكن من تعريف الجيلين على ثقافة البلد الآخر ونمط عيش كل مجتمع ومميزاته". ولا تنحصر النشاطات كما قالت على هذا كله، بل يتعداها "ليدخل تلامذتنا إلى معترك السلطة الرابعة. يتدرب تلامذة تراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً بالتعاون مع إذاعة "بي بي سي" على إعداد تقرير خاص بإشراف مجموعة من الإعلاميين، يبث دورياً في يوم خاص من شهر آذار على مواقع المدارس الإلكترونية". واعتبرت أن هذا النشاط وغيره هو أدارة لتنمية شخصية التلميذ ودفعه الى التعلم بأسلوب غير تقليدي على الثقافات المحيطة بنا أو حتى البعيدة بعض الشيء عنا".
وبالنسبة الى الضاوي فان الثالوث الثاني من المشروع اهتم بفئة مدارس معينة من خلال تفعيل مشروع "التطوير المهني للتعليم العالمي". وهذا المشروع تطلب منا إعداد مجموعة من مديري المدارس ومعلميها على مهارات قيادية لمواكبة متطلبات العصر. وقالت: "وضع المشروع في صلب أولوياته تدريب 1015 مديراً ومعلماً على أساليب تعليم حديثة منها إدراج التكنولوجيا في مادة تعليم علوم الحياة لإضفاء جو من الحماس على مضمونها". ووفق الضاوي سيتوسع المشروع ليشمل ورشة عمل لحض المديرين على وضع آلية عمل لتغيير النهج التقليدي في إدارة المدرسة من خلال طروحات حديثة تتوافق مع موارد المدرسة في حال كانت محدودة. اضافت: "تكاملت الخطوة مع متابعة دورية للجسم التعليمي في المناطق ومنها تبادل المعلمين والتلامذة بين البلدين والعمل على توفير متطلباتها مع الجهات المعنية، كاللوح الإلكتروني التفاعلي لبعض الصفوف أو الحاسوب لبعضها الآخر."
ختاماً، تكامل الثالوث الثالث كما قالت الضاوي من خلال تنظيم "جائزة المدرسة العالمية" وإعداد المدارس بدءاً من نيسان 2010 على تنظيم 7 نشاطات من نبض الثالوث الأول، أي مقاربة نشاطات لمواضيع البيئة، حقوق الطفل وما شابه. وختمت قائلة: "سعينا الى تفعيل دور هذه الجائزة التي هي علامة لاتقان العمل ضمن المناهج التعليمية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا".(النهار 28 كانون الاول2011)