نشرت "السفير" تحقيقاً إنتقدت فيه ترويج العنف الإعلامي "الكوميدي" الذي تقوم به بعض المحطات الإعلامية، حيث يقوم منتجو ومعدو بعض البرامج، بتناول قضايا المرأة في لبنان، بطريقة مسيئة. فبالإضافة إلى السخرية من إعلان منظمة "كفى"، حاول احد البرامج الإعلامية أن يفهمنا أن هناك قضايا أكثر أهمية من القضاء على كافة أشكال التمييز بحق المرأة، عبر تعداد الممثلة، التي تؤدي دور المرأة، للأعباء الاقتصادية والمعيشية التي ترزح تحتها العائلات في لبنان.
وتضيف الصحيفة أن البرنامج الكوميدي يوضح جزءاً من المشهد الإعلامي العام في لبنان، وخصوصاً المساحات المخصصة لقضايا المرأة، ومن ضمنها اتفاقية "سيداو" والتحفظات اللبنانية عليها، وقضية العنف الأسري، وقانون حماية النساء منه خاصة.
كما تطرق التحقيق إلى بعض البرامج الكوميدية الأخرى التي تعطي انطباعاً عاماً عن المرأة كمتسلطة، وعن الرجل كمسكين لا يجرؤ على الكلام بحضور زوجته التي تصادر حقوقه كاملة، مشيراً إلى أن الرجل في لبنان محمي بالقانون، المدني منه والروحي أو الشرعي أو المذهبي، كما المجتمع نفسه والعائلة، وإن أزعجه تسلّط زوجته عليه، يمكنه الانفصال عنها، وليس إشباعها ضرباً!. ويضيف التحقيق أن هذه البرامج تكرس معادلة الظلم السائدة التي تناضل المنظمات النسائية والمدنية للإطاحة بها، وذلك عبر استباحة المرأة واللجوء إلى تعنيفها جسدياً(الضرب) ولفظياً («إمرأة متلك لازم الواحد يضربها لأنك ما بتنطاقي»).
وإنتقد التحقيق اختصار البرامج لمسألة حماية المرأة من العنف الأسري بالضرب فقط، قافزةً عن الاغتصاب الزوجي والعنف المعنوي، والاقتصادي أيضاً، لصالح تكريس النظرة السطحية التبسيطية والشعبوية.(السفير 14 كانون الثاني2012)