منع الأم من تسفير أولادها القاصرين من دون موافقة والدهم يخالف الدستور اللبناني والمعاهدات الدولية

نشرت "النهار" تحقيقاً حول دراسة صدرت أخيراً للمحامي الدكتور بول مرقص تطرّق فيها بالعمق الى موضوع منع المرأة في لبنان من تسفير أولادها القاصرين من دون موافقة الأب، باحثاً في الأسباب قبل النتائج، ومقترحاً الحلّ. ويرى مرقص أن هذه الممارسة "تخالف الدستور اللبناني والمعاهدات الدولية ومسار القانون الدولي المقارن في تكريس مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، سواء إبَّان العلاقة الزوجية أو بعد انحلالها، والتي تعتبر أن المرأة تتمتع أيضا، وعلى قدم المساواة مع الرجل، بالسلطة الوالديَّة على أولادها القاصرين". ويشدد مرقص على أنه للوالدة الحق بتسفير أولادها القاصرين من دون أخذ موافقة الوالد، بالاستناد إلى مبدأين هما: "حق الولاية على الأولاد ليس حصريًا للرجل، إنما بالمساواة بين الأب والأم، وثانياً أن المرأة وبصفتها والدة تتمتع بالسلطة الوالديَّة على أولادها القاصرين شأنها شأن الرجل".
والحلّ في رأي مرقص هو "في إصدار تعليمات جديدة عن المديرية العامة للأمن العام تخوّل المرأة، أسوة بالرجل، تسفير أولادها من دون إذن زوجها. وفي حال الخشية من لجوء أحد الوالدين إلى تسفير أولاده وحرمان الآخر حقّ مشاهدتهم، يقتضي حينذاك تحقيق المساواة السلبية بين الوالدين بمنع كلّ منهما، وليس الزوجة فحسب، من تسفير الأولاد إلا بموافقة الآخر". (النهار 21 كانون الثاني 2012)