نظّمت «مؤسسة إنسان» طاولة مستديرة حول «الحماية القانونية لعاملات المنازل الأجنبيات في لبنان»، بمشاركة وزير العمل شربل نحاس، وذلك في كلية الحقوق في جامعة الحكمة. وقد رفض نحاس التعامل مع عاملات المنازل الأجنبيات في لبنان من باب «الشفقة والمنة» أو لمجرد تحسين صورة اللبناني كمواطن ولبنان كبلد أمام المجتمع الدولي، مؤكداً أن إحصاءات وزارة العمل تبين وجود نحو 140 الف عاملة أجنبية في المنازل، بالإضافة إلى نحو عشرين إلى ثلاثين ألف عاملة من دون اوراق رسمية، وهو ما يوازي عدد العاملين في القطاع العام في لبنان من موظفين وعسكريين وغيرهم.
وقد فاجأ نحاس الحضور، ومن بينهم جمعيات عاملة في مجال حماية العاملات المنزليات الأجنبيات وعدد من الناشطين، برفضه تخصيص هذه الفئة من العمال بقانون عمل خاص، وذلك تجنباً «لتكريس نمط مجتمعي سائد حالياً لجهة النظر إلى العمل في المنازل كأنه خدمة وليس عملاً يؤدى في مقابل أجر». وأكد نحاس «أن العمل هو عمل مهما كان نوعه، وأن الذي يؤديه هو إنسان له حقوقه وعليه واجبات، بغض النظر عن جنسيته»، معتبراً أن تخصيص العاملات المنزليات بقانون لكونهن أجنبيات، يكرس فرضية أن «وضعهن القانوني يختلف عن العمال الآخرين، وهو ما يدخلنا بدهليز لا نعرف نهايته»، مضيفاً: «أي قانون عمل يأخذ بالاعتبار جنسية العامل هو بمثابة تمييز عنصري». (السفير، الأخبار، المستقبل 24 كانون الثاني 2012)