يتطلع أبناء مخيم نهر البارد إلى ما يمكن أن يوفره لهم "مركز الهلال الأحمر الفلسطيني الطبي" من خدمات استشفائية ومعاينات طبية ملحة، تعوض عليهم النقص المتزايد في ذلك المجال، نتيجة عدم وجود أي مستشفى أو مجمع صحي بعد الدمار الذي لحق بـ "مستشفى ناجي العلي"، خلال المواجهات العسكرية التي دارت بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام قبل نحو أربع سنوات.
ويأتي إعلان "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" عن افتتاحها غدا، بالتعاون مع "الصليب الأحمر الدولي" للمركز الصحي في المخيم، بمثابة بادرة أمل للأهالي الذين يواجهون صعوبات في تأمين العلاج والإقامة لمرضاهم، برغم وجود العديد من المستوصفات التي تعمل منذ عودة النازحين، لكن بإمكانات ضئيلة وتجهيزات بسيطة لا تفي بالغرض المطلوب، ولا تلبي احتياجات نحو 30 ألف نسمة يعيشون في المخيم بشقيه القديم والجديد، ويضطرون في حالات عديدة للتوجه إلى مخيم البداوي لتلقي العلاج، خصوصاً أن هناك حالات مرضية في المخيم تحتاج إلى المستشفيات، ومنها حالات لأمراض مزمنة مثل "غسيل الكلى".
وعلى الرغم من أن المركز الصحي المزمع افتتاحه غدا ليس أقصى ما هو مطلوب، إلا أن وجوده من شأنه أن يسد جزءا من الاحتياجات، خصوصا أنه جرى تجهيزه بقسم طوارئ ومختبرات وغرف أشعة وقسم للعلاج الفيزيائي وعيادات طبية، فضلا عن غرفتين مجهزتين بأسرة للمنامة تستقبل المرضى بحالات طوارئ لمدة 24 ساعة. ويقام غدا حفل افتتاح المركز المؤلف من طابقين، والذي يقع في منطقة محاذية للمخيم القديم، وذلك بحضور رئيس "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" في فلسطين الدكتور يونس الخطيب، وشخصيات سياسية لبنانية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية و"الصليب الأحمر الدولي" واللبناني".
وتؤكد مصادر في إدارة "جمعية الهلال" أن المركز الذي تم إنشاؤه بدعم من الصليب الأحمر الدولي، يعول عليه لتقديم خدمات طبية لأبناء البارد، وهو بمثابة خطوة أولى، "نأمل ان تستكمل بخطوات أخرى لتأمين كافة احتياجات المخيم من مستشفى يكون قادرا على استيعاب كل الحالات المرضية"، لافتة إلى أن "المركز الصحي الحالي يعتبر متطورا لكونه جهز بمعدات حديثة، وقاعات للاجتماعات وغرف للأطباء، ما يجعله من بين أهم المراكز الصحية التي تعمل في نطاق المخيمات الفلسطينية".
وكان مخيم البارد يضم مستشفى وحيدا هو "ناجي العلي"، وقد دمر بشكل كامل، فضلا عن معظم المستوصفات التي كانت تعمل لصالح جمعيات ومؤسسات وتنظيمات فلسطينية، وجرى بعد عودة النازحين افتتاح عدد من المستوصفات من قبل مؤسسات من بينها "الهلال الأحمر الفلسطيني". ونظراً للحاجة التي يفرضها غياب مستشفى في المخيم، بادرت "جمعية الهلال"، وبالتعاون مع "الصليب الأحمر الدولي"، قبل أكثر من سنة، على وضع الحجر الأساس للمركز، وجرى تشييده وتجهيزه وتأمين الكادر الطبي الذي سيعمل بداخله، وسيكون جاهزا لاستقبال المرضى على مدار الساعة.(السفير 11-01-2012)