نشرت "السفير" تحقيقاً اعتبرت فيه أن مستشفى رفيق الحريري الجامعي وقع ضحية التعطيل الحكومي المتمادي وما نجم عنه من فراغ، وأنه وفقاً لمنطق الأمور التعطيلي السائد في البلاد هذه الأيام لا يبدو أن في الأفق حلاً ولو جزئياً لأوضاعه المالية الرازحة تحت عجز مزمن منذ إنشائه. وقد كشفت "السفير" ان الإهمال الرسمي المنهجي انعكس نقصاً ملحوظاً في المستلزمات الطبية واللوجستية التي لا يمكن العناية بالمرضى من دونها، حتى بات الأطباء عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من الخدمات العلاجية الضرورية لضمان سلامة المريض.
وبحسب "السفير"، فإن الموظفين البالغ عددهم نحو 1000 موظف كانوا قد أعلنوا إضراباً مفتوحاً منذ يوم الاثنين الفائت، حيث أقفلوا أقساماً حيوية في المستشفى مستثنين كل الحالات الحرجة والطارئة التي لا تحتمل التأجيل، هذا فضلاً عن ايلاء العناية اللازمة للمرضى الموجودين في المستشفى قبل دخول الإضراب في التنفيذ. وأشارت "السفير" الى أن الإدارة كانت قد أعلنت تضامنها، بحسب أوساط الموظفين، مع مطالب مستخدمي المستشفى في اليومين الأولين ثم عادت وغيّرت رأيها منذ يوم الأربعاء، معتبرةً أن استمرار الإضراب يلحق الأذى بالمستشفى وبالمرضى في آن.
كذلك، علمت «السفير» أن اتصالات جرت على خط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الصحة العامة علي حسن خليل انتهت إلى إقرار سلفة خزينة قيمتها حوالى 6 مليارات ليرة، من المفترض أن تحال الى مستشفى الحريري الجامعي خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن هذا الدعم سيتلازم مع المزيد بغية إعادة خدمات المستشفى إلى مستواها المعهود. (السفير 11 شباط 2012)