أطفال الشمال والبقاع يتسرّبون من المدارس ويتّجهون للعمل في ظل غياب الحماية القانونية

خلصت دراستان أجرتهما منظمة العمل الدولية وجامعة القديس يوسف الى أن تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتسرّب المدرسي قد فاقما عمل الأطفال على الصعيد الوطني، لا سيما في منطقتي الشمال والبقاع. وتبيّن الدراسة الأولى، التي تناولت عمالة الأطفال في الشمال والبقاع، أن الأطفال العاملين في المحافظتين يحصلون على أجر أسبوعي يبلغ في المتوسط 51,740 ليرة لبنانية في الشمال و50,000 ليرة في البقاع. كما أظهرت الدراسة أن أكثر من 33 في المئة من الأطفال المشمولين بالدراسة في الشمال أميين، مقارنة مع نحو 40 في المئة في البقاع، وانهم يتسرّبون من المدارس بين عمر 10 سنوات و16 ويتجهون للعمل في مجالات مختلفة مثل المتاجر الصغيرة والمطاعم وجمع النفايات وتصليح السيارات وتلميع الأحذية والتسوّل.
أما الدراسة الثانية التي حملت عنوان "جهود محاربة عمل الأطفال في لبنان: مسح السياسات والمبادرات المعيارية"، فتدعو الى تعديل قانون العمل لرفع الحد الأدنى لسن العمل الى15 سنة، ورفعه الى 18 سنة في الأعمال الخطرة والى 13 سنة في الأعمال الخفيفة. كما تدعو الدراسة الى توسيع التغطية القانونية لتشمل الأطفال العاملين في القطاع غير المنظّم، وتعديل التشريع الخاص بحماية الأطفال بحيث يؤمن حماية أفضل للمشردين منهم ويعاقب من يستغلونهم من البالغين. يذكر انه كان قد تمّ عرض الدراستين خلال ورشة عمل المشاورات الوطنية لأصحاب المصلحة نحو القضاء على عمل الأطفال في لبنان التي أقيمت يوم أمس في قصر الأونيسكو بهدف إقامة شراكات بين الأطراف المعنية وتسريع عملية تنفيذ التوصيات. (الأخبار، السفير، المستقبل، النهار 16 شباط 2012)