نشرت "النهار" تحقيقاً حول ظاهرة السيطرة التدريجية للقوى التي تتقاسم المشهد السياسي على روابط الأساتذة، الأمر الذي احدث تغييراً في توجهات العمل النقابي، حيث أشارت الصحيفة إلى أن خسارة الرئيسة السابقة لرابطة بيروت عايدة الخطيب صاحبة الخلفية اليسارية رئاسة رابطة أساتذة التعليم الأساسي الرسمي لصالح تحالف المستقبل و"14 آذار"، "أمل" والاشتراكي، طرحت أسئلة عدة عن مصير العمل النقابي في رابطات التعليم في ظل ما اسماه البعض خطة منظمة للسيطرة على النقابات.
في هذا السياق، يعترف مصدر في إحدى الرابطات بالتراجع الكبير الذي يطول النقابيين، كما يسميهم، في معظم النقابات والرابطات في لبنان لمصلحة قوى الانقسام الطائفي، ويضع ذلك في إطار سعي القوى الحاكمة الى إخضاع الحركات النقابية بغية تجريدها من دورها التاريخي كقوى ضاغطة على السلطة لتحصيل حقوق العمال.
يضيف المصدر أن قطاع التربية الذي أصبح بابا من أبواب مكافحة البطالة وورقة من أوراق الاستقطاب الانتخابي لبعض الزعماء الذين يعمدون الى توظيف حاشيتهم عبر التعاقد أو التثبيت، الأمر الذي أدى إلى تغيير التوازنات داخل الرابطات، مشيراً إلى أن هزيمة المشروع الوطني ووصول القوى الطائفية الى الحكم كان الطريق الى مصادرة العمل النقابي وإضعافه من الداخل والخارج.
ويؤكد المصدر أن تقاعد الأساتذة الذين دخلوا الملاك في سبعينات القرن الماضي وتوظيف شباب ممن تكون الواسطة جواز دخولهم الأول والمصنفّين طائفيا، أوصل الحركة النقابية الى الغيبوبة الواقعة فيها اليوم، لأن إتباع الأحزاب الطائفية أو تلك القوى التي تقتسم القرار في البلد، أصبحت أكثرية في معظم الرابطات.
وفي السياق نفسه، نفى رئيس رابطة أساتذة التعليم الأساسي الرسمي محمود أيوب، أن تكون المعركة الانتخابية التي خيضت في رابطة الأساسي أدت الى نفور بين الفائزين بنتيجتها وبين رابطة الأساتذة الثانويين، مشيراً إلى أنها كانت معركة ديموقراطية وتمّ خلالها فصل السياسة عن العمل النقابي. (النهار3آذار2012)