حصدت لائحة "المعلم النقابي" 17 مقعداً من مقاعد "رابطة أساتذة التعليم الأساسي" الـ18 خلال الانتخابات التي جرت أمس وشهدت إقبالاً كثيفاً ومنافسة انعكست بحجم الاقتراع الكبير.
تمكنت اللائحة المدعومة من قوى "14 آذار" و"حركة أمل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" من تحقيق انتصار نقابي كبير على الرغم من أن محاولاتها لم تفلح في الوصول الى لائحة توافقية بعدما أصر "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"الحزب الشيوعي" على خوض الانتخابات وفقاً لحسابات خاصة فككت التحالف السياسي القائم مع الحركة على مر السنوات الأخيرة وفي مختلف المجالات.
اليوم الانتخابي
لم ينجح السعي الى التوافق في تجنيب انتخابات الرابطة أجواء الحماوة بين المرشحين المتنافسين الذين عكسوا بتحالفاتهم الجديدة صورة مغايرة عن الاصطفافات السياسية في البلاد، فلائحة "المعلم النقابي" ضمت "قوى 14 آذار" المتحالفة مع "حركة أمل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" بمواجهة لائحة تضم "حزب الله" و"التيار العوني" و"الحزب الشيوعي" الى جانب لائحة "تجمع النقابيين المستقلين" وبعض الأسماء التي قررت خوض المعركة وحدها عن الفرز الجديد البعيد عن نسق التحالف السياسي القائم والذي كان الدافع الأساسي لانسحاب "الحزب السوري القومي" من تلك الانتخابات التي اقترع فيها 1486 مندوباً من أصل 1880 مندوباً.
كثافة المشاركة التي فاقت الـ80 في المئة عكست مدى احتدام الصراع على 18 مقعداً يشكلون نواة الهيئة الإدارية الموحدة للرابطة التي ستنتخب رئيساً لها يمثل كل الأساتذة من مختلف المحافظات التي ستشهد لاحقاً انتخاب مجالس فروع مؤلفة من 15 عضواً.
ارتكز المتنافسون في الترويج لأنفسهم على شعار مشترك يقوم على العمل من أجل أداء نقابي فاعل يقوم على تغليب مصلحة أساتذة التعليم الأساسي ورفعة دوره الاجتماعي والتربوي والوطني، مع مد اليد الى الطرف الآخر للتعاون سوياً من أجل حماية حقوق المعلم وطموحاته.
على الرغم من أن كل طرف كان يمني النفس بتحقيق الانتصار على منافسه، إلا أن لسان حال الجميع كان يبدي الاستعداد لقبول النتيجة التي ستولدها صناديق الاقتراع التي شهدت إقبالاً جيداً خلال اليوم الانتخابي الطويل منذ فتح الصناديق عند الثامنة صباحاً وحتى إقفالها عند الرابعة بعد الظهر في مدرسة ابتهاج قدورة في مجمع بئر حسن حيث كانت الحركة ناشطة للمرشحين ومؤيديهم الذين عملوا على "تبكيل" لوائحهم بالأسماء الحليفة لمواجهة أي خرق محتمل من المنافسين.
معركة ديموقراطية خاضها الأساتذة خلال هذه الانتخابات من وجهة نظر منسق عام قطاع التربية والتعليم في "تيار المستقبل" نزيه خياط الذي كان واثقاً من الفوز إلا انه أبدى أسفه لعدم التوصل الى لائحة توافقية بفعل تعنّت البعض الذين عملوا لنسف الاتفاق محملاً التيار العوني والشيوعيين مسؤولية إفشال التوافق عبر فرض شروط تتناقض مع أبسط شروط التفاوض وبشكل خاص في موضوع رئاسة الرابطة تحت حجج واهية.
خاضت رئيسة رابطة المعلمين الرسميين عايدة الخطيب الانتخابات كمرشحة مستقلة على الرغم من تأييد البعض لها ومعارضة البعض الآخر لترشحها كونها أصبحت متقاعدة وأوضحت أنها ستعمل في حال الفوز على تحسين أوضاع المدارس الرسمية والمعلمين فيها وهي أكدت على أن تصويت المعلمين يجب أن يكون على أساس خيارهم النقابي المستقل البعيد عن الضغوط السياسية.
لم تخفِ المرشحة فاتنة بكار التفاؤل بالحصول على نتائج ايجابية لمصلحة لائحة المعلم النقابي، لافتة الى أن الانتخابات كانت منظمة والتحالفات واضحة أمام كل الأساتذة الذين اقترعوا على أساس قناعاتهم، أما المرشح علي جفال من تجمع النقابيين المستقلين فأكد انه لا عمل نقابياً دون مستقلين والنضال يجب أن يكون من أجل مطالب الأساتذة وأن لا يخضع للمواقف السياسية التي تتغير وفق المصالح.
المرشحون عن "حركة أمل" في هذه هذه الانتخابات أكدوا أن التحالف مع قوى "14 آذار" جاء بعد التوافق على خطة عمل عرضناها على الجميع ومن وافق عليها كان كان ضمن اللائحة التي تشكلت وفقاً لمعايير نقابية تعبر عن إرادة المعلمين.