للضغط وللتذكير، اعتصم عدد من الاساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية امس امام مبنى الادارة المركزية للجامعة في المتحف تلبية لدعوة لجنة الاساتذة المتعاقدين، مطالبين بتثبيتهم والتعجيل في رفع لائحة اسماء المرشحين من العمداء الى رئيس الجامعة ومنه الى وزير التربية، ومنددين بالمماطلة واللامبالاة التي يتعامل بها مع مطالبهم.
قبل نصف ساعة من الموعد الرسمي المحدد للاعتصام، وصل غالبية الاساتذة من المناطق للمشاركة في الاعتصام. حملوا مطالبهم التي اختصر معظمها بمطلب واحد، "التثبيت" مطالب "اصبح يعرفها كل من يتابع نشرات الاخبار نظرا لكثرة التحركات التي يقوم بها الاساتذة المتعاقدون". يروي أحد الاساتذة قصته مع المحسوبية. قصة يعود تاريخها الى عام 2008، اي العام الذي شهد آخر دفعة تثبيت في مجلس الوزراء. بصوت أقل ما يقال انه عالي النبرة، يقول: "لم نثبت لانهم لم يجدوا اساتذة مسيحيين ليثبتوهم، فخافوا على التوازن. أما الاساتذة المسلمين الذين ثبتوا فهؤلاء "مدعومين"، لهم في طوائفهم مرجعيات، يرتفع شأن من ينتمي اليها، أمّا انا فلست تابعا لها (المرجعية)، لذا تم استبعادي". على درج المبنى "الادارة المركزية"، الذي اعتلته وحدة من قوى الامن الداخلي، وقف الاساتذة مقتنعين بادئ الامر بما سمحت به الاجراءات الامنية. لكن سرعان ما وصل امر العمليات، "يمنع على المعتصمين الصعود أكثر من الدرج الرابع". اعترض البعض على هذه المعاملة "لكن المهم هو الرسالة". هي الواحدة وخمس دقائق، لم يتأخر رئيس الجامعة عن ملاقاة المعتصمين. نزل من مكتبه، شاهده الجميع قبل ان يصل اليهم، فانفرجت اساريرهم، "تلبية المطالب تقترب منّا مع اقتراب رئيس الجامعة". وصل عدنان السيد حسين (رئيس الجامعة) ووصلت معه خيبة الأمل، وبلهجة غاضبة توجّه للمعتصمين، "اساتذة الجامعات لا يعتصمون في الشوارع. انتم تسيسون الموضوع. وتتخطون رابطة الاساتذة المتفرغين". انهى السيد حسين كلامه و"برم ظهره ومشى". هرج ومرج تلى كلامه، امتعض الاساتذة من المعاملة المهينة التي تم التعامل بها معهم. تقول احدى المعتصمات "كان الاجدى به ان يسمعنا ويسمع وجهة نظرنا، فهذه جامعتنا وهو رئيسها. وكان الاجدى به ان يقول ان اساتذة الجامعات لا يحاصرون بوحدات من قوى الامن الداخلي وبفرق من اطفاء بيروت". وبدوره استغرب الدكتور علي الصمد الذي طالب رئيس الجامعة بإيلاء ملف التفرغ الاهمية اللازمة. نحن نمثل كل الفروع ومن الانتماءات الطائفية والسياسية ولا نسيس المطالب، واعتبر الصمد ان سياسة عدم تثبيت اساتذة الجامعة اللبنانية هي سياسة تعتمدها كل الحكومات، "وانا اجهل السبب فهم يقولون ان هذا الامر سببه عدم وجود اعتمادات". هنا يقاطع احد الاساتذة كلام الصمد ويقول انه يعرف سبب عدم التثبيت، لكنه يشترط اولا عدم ذكر اسمه ويقول:"الطبقة السياسية لا تريد تقوية التعليم الرسمي، وخصوصا الجامعة. فكل السياسيين لديهم جامعات خاصة ويريدون تقويتها".
وألقت الدكتورة ميرفت بلوط خلال الاعتصام بيانا باسم المتعاقدين نددت فيه بعدم انجاز لوائح أسماء المرشحين للتفرغ من المديرين وعمداء الكليات، وتوجهت الى العمداء قائلة: "الوضع المأسوي الذي نعيش لا يحتمل انتظار الذي تطلبونه"، وسألت عن المعايير المعتمدة في وضع اللوائح الاسمية للمرشحين. كما اعطت العمداء مهلة اقصاها الثامن من الشهر الجاري لرفع اللوائح الى رئيس الجامعة، وامهلت هذا الاخير ايضا مهلة اقصاها الخامس عشر من الشهر الجاري ليرفع ملف التفرغ الى وزير التربية ومنه الى مجلس الوزراء. واستغربت عدم استقبالهم من الرئيس نجيب ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي. ودعت بلوط "جميع الزملاء الى المشاركة في الاضراب التحذيري نهار الاثنين المقبل".
اعتصام طرابلس
في المقابل، اعتصم عدد من الاساتذة المتعاقدين امام منزل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في طرابلس وبعد الاعتصام التقى وفد من الاساتذة بالرئيس ميقاتي وشرحوا له مطالبهم. وابدى ميقاتي تفهمه لمطالب الاساتذة واعدا بمتابعة الملف مع وزير التربية.