نظمت مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي بالتعاون مع السفارة الكندية مؤتمراً تحت عنوان "أي ربيع للمرأة العربية؟"، وذلك للوقوف عند أوضاع النساء العربيات إزاء التغيرات الحاصلة في العالم العربي.
وقد تحدثت خلال المؤتمر روضة غربي العضو في اللّجنة الموجّهة _ الاتحاد التونسي للدفاع عن حقوق الإنسان ومجموعة 95 (المساواة في المغرب العربي) التي أكدت أنّ الانتقال من الدكتاتوريّة إلى الديموقراطيّة له مخاطره، وخصوصاً على حقوق النساء، مشيرة إلى أن حزب النهضة الإسلامية، بالتعاون مع قوى يساريّة، يمثّل اليوم الأكثرية في المجلس التأسيسي، لكنه لا يستطيع أن يقف ضدّ حركة "السلفيين الجهاديين" الذين يطالبون بدستور يستند إلى الشريعة الإسلاميّة ، وحكماً الفصل والتمييز بين النساء والرجال. وفي مقابل تجاوزات واعتداءات السلفيين على الطلاّب في الجامعات أخيراً، تسلّح "النهضة" بالكثير من التبريرات كي لا يعاقبهم بحسب القانون التونسي.
من جهتها، رأت الناشطة في "التجمّع النسائي الديموقراطي اللبناني" منار زعيتر أنّ التحدي الأبرز اليوم للحركات النسويّة هو الخطاب الديني الأصولي المتصاعد مع الثورات العربية، مضيفة أنّ المشهد الضبابي لمستقبل الدول العربية يثير الكثير من الأسئلة، فإذا كانت الديموقراطية في العالم العربي ستحمل معها الأصوليّة، أو الإسلام السياسي، فأي تحديّات سيفرض ذلك على النساء؟ أي استراتيجيّة جديدة ستتّبع الحركات النسائيّة؟ لأنه وفي ظلّ هذه التحدّيات، لا يمكن أن تبقى الجمعيات النسائيّة على الحياد، بما أنّ مكتسبات النساء، على قلّتها، مهدّدة.
ودعت زعيتر إلى صياغة عقد مدني جديد، يرفض الدكتاتوريّات، ويتطرّق إلى سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة جديدة بالإضافة إلى الحاجة لدمج النوع الاجتماعي في جميع الخطط والاستراتيجيّات.
في السياق نفسه، عقدت في الجامعة الأميركية في بيروت بدعوة من مشروع حقوق الإنسان في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية ندوة بعنوان "حقوق المواطنة للمرأة في لبنان" بمشاركة القاضي في محكمة التمييز جون القزي والناشطتين في مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي باولا ضاهر ولما نجا، حيث أكدت ضاهر من حملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي" أن مجموعات من الناشطين تقوم بشكل متواصل بإطلاق حملات للدفاع عن حقوق النساء في المواطنة الكاملة، لكن الآلاف لا يشاركون في هذه الحملات بسبب طغيان الإعتبارات الطائفية.
(الأخبار/المستقبل19آذار2012، النهار 17آذار2012)