إنعقدت أمس في وزارة التربية برعاية الوزير حسان دياب ورشة عمل تحت عنوان "التقويم التشخيصي للنظام التربوي في لبنان"، وهو برنامج تربوي تطويري، إنطلق منذ ثلاثة أعوام وشمل 146 مدرسة في لبنان، بدعم من مجلس وزراء التربية الفرنكوفون وبالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء والمديرية العامة للتربية.
وقد أكد الأمين العام لمنظمة وزراء التربية الفرنكوفون جاك بوريما كي، أن هذا البرنامج وضع ليؤمن المعطيات الصحيحة لأصحاب القرار التربوي، من خلال الإشارة إلى نقاط القوة والضعف في النظام التربوي لأي دولة بهدف تحسين نوعية التعليم، مشيراً إلى أن النتائج التي توصل إليها فريق العمل في لبنان تطلبت مساراً علمياً وإستشارياً طويلاً وشمل عينة موسعة من التلامذة، إنضوى في إطارها نحو أربعة آلاف تلميذ و830 معلماً و146 مديرا. وقد تمّ في سياقه توظيف نحو 60 خبيراً وإدارياً، والإعتماد على سبعة أشخاص من الفريق الوطني للموارد البشرية متخصصين في التقويم وإستخراج المؤشرات.
وقد أظهرت النتائج الأولية لبرنامج "باسك"، وجود تقارب في العلامات بين نتائج الرسمي والخاص، إلا أن تلامذة المدارس الخاصة غير المجانية، سجلت نسبة أعلى من المدارس الرسمية، في الصف الخامس الأساسي. أما في الصف الثاني، وفي القطاعين الرسمي والخاص، سُجل تقدير جيد في مطلع العام الدراسي، إلا أن هذه النسبة تراجعت، تبعاً لمستوى الأهل العلمي، والمستوى الاقتصادي، وتأثر التلميذ سلباً أو إيجاباً. وأظهرت النتائج الأولية أن المدرّس الذي يستعمل اللغة العربية في تعليم مادة الرياضيات، ينعكس ضعفاً على أداء التلامذة، ومع ذلك بلغت النسبة في الرسمي 11.75، وفي الخاص 13.9 %.
وخلص التقرير إلى أن القطاع الخاص حصد 8.7 % من النقاط، بينما القطاع العام حصد 1.1 % فقط. ولحظ أيضاً تفاوتاً كبيراً في اللغة الفرنسية بين الخاص والرسمي، ومستوى ضعيف في الصف الثاني باللغة الانكليزية، وإن المدارس التي تخضع للرقابة نتائجها أفضل من غيرها، سواء أكانت رسمية أم خاصة.
من جهته، لفت الوزير دياب الى أن المشروع المتعلق بالتقييم التشخيصي للنظام التربوي في لبنان، يشكل واحداً من سلسلة أعمال وأنشطة سابقة، وأخرى لاحقة، تتعلق بالتقييم التربوي، وتشمل المناهج والمكتسبات التعليمية، وبرامج الإعداد والتدريب، وأداء أفراد الهيئة التعليمية، وغير ذلك من المجالات.
وأكد الوزير عزم الوزارة على مأسسة هذا التقييم في إطار جهاز متخصص، يتسم بالخبرة والكفاءة والتخصصية العالية، ويتمتع بالاستقلالية والمرونة وحرية العمل المطلوبة، لتأمين التوزيع الصحيح والسليم للمهام والمسؤوليات المرتبطة بوضع المناهج وتطويرها، والإعداد الأساسي، والتدريب المستمر، والإرشاد والتوجيه.(السفير/النهار/المستقبل20آذار2012)