يواصل المدرسون المتعاقدون في مرحلة التعليم الأساسي الرسمي، منذ السادس عشر من نيسان الجاري، إضرابهم في مختلف المناطق اللبنانية، على أن ينفذوا اعتصاما الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الأربعاء أمام وزارة التربية - الاونيسكو. ويأتي الاعتصام عشية الموعد الذي حدد «للجنة العليا للمتعاقدين» الساعة الحادية عشرة والربع من قبل الظهر مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية.
في المقابل، تتحضر «رابطة التعليم الأساسي» لتنفيذ الإضراب الذي حددته يوم غد، لتعديل سلسلة رواتب المعلمين والاعتمادات المالية وإقرار قانون الغلاء والتعويضات العائلية.
وتركز ضغط إضراب المتعاقدين في بيروت والشمال («السفير») حيث قطع المدرسون المتعاقدون على مدار أربع ساعات أمس، عددا من شوارع طرابلس خلال الاعتصامات المتنقلة التي نفذوها احتجاجا على عدم دفع مستحقاتهم المالية وتثبيتهم في ملاك وزارة التربية، ورفعوا اللافتات التي تطالب المسؤولين في الدولة بتحقيق مطالبهم المحقة، وحملوا مجسمات لنعوش كتب عليها «الضمير التربوي» ورددوا هتافات غاضبة منددة بسياسة وزارة التربية معهم.
وأنتقل الأساتذة المتعاقدون من أمام المنطقة التربوية، بعدما سلموا رئيس المنطقة حسام الدين شحادة مذكرة بمطالبهم، إلى طريق الميناء، فساحة عبد الحميد كرامي، وأخيرا سرايا طرابلس حيث قطعوا الطرقات في كل تلك الأماكن ما تسبب بزحمة سير خانقة، وتلاسن مع عدد من سائقي السيارات، أدى الى قيام أحد السائقين في سيارة «ب إم» بزجاج داكن ومن دون لوحة أرقام، وخلال محاولته المرور أمام السرايا الى دهس المعلمة يمنى حبيب فأصابها إصابات بالغة في ظهرها وعمل عناصر الصليب الأحمر على نقلها الى «مستشفى النيني».
وأدى الحادث الى ارتفاع منسوب حال الغضب لدى المعتصمين الذين أصروا على قطع الطريق، وطالبوا القوى الأمنية بإجراء المقتضيات القانونية لكشف الفاعل واعتقاله وطالبت اللجنة العليا للمدرسين وزير الصحة بالتكفل بعلاج المعلمة يمنى حبيب على نفقة وزارة الصحة لأن لا تغطية صحية للمدرسين المتعاقدين. وأكدت اللجنة أن نهج الضرب والصدم وحتى القتل لن يثنينا عن متابعة نضالنا حتى تحقيق كل المطالب، وأكدت أن تحركها بعيد كل البعد عن السياسة وهو الأمر الذي يحاول البعض إلصاقه بها.
ثم سلم وفد من اللجنة مذكرة احتجاج الى محافظ الشمال ناصيف قالوش الذي أكد أنه سينقل مطالب المعلمين الى الجهات المعنية.
وألقى رئيس «اللجنة العليا للمدرسين المتعاقدين» فادي عبيد كلمة أكد فيها «أحقية المطالب»، وقال: «هذه القضية هي مشكلة أساسية من مشاكل التعليم الرسمي وهي نموذج لغياب سياسة واضحة واستراتجية تربوية وتعليمية على الصعيد الوطني، وبسبب ذلك تتكرر كل سنة مشكلة الأساتذة المتعاقدين الذين يُظلمون على أكثر من صعيد لجهة التأخير في دفع مستحقاتهم وغياب كل أشكال الضمان الصحي ودخولهم ملاك وزارة التربية».
وطالبت اللجنة وزارة التربية بالكف عن ممارسة الضغوط على المديرين الذين يقومون بتهديد المدرسين المتعاقدين في استمرارية عملهم ولقمة عيشهم من خلال استبدالهم بمتعاقدين جدد من أجل فتح المدارس إسمياً وبشكلٍ أعرج، والعمل على إيجاد حل للأزمة التي تعانيها المدرسة الرسمية والمدرسين على السواء.
عقدت مجالس الأهل في المدارس الرسمية في الشمال، اجتماعا في طرابلس، ضم رؤساء مجالس الأهل للمدارس الرسمية في البداوي والجوار، في مكتب رئيس مجلس الأهل لمدرسة البداوي الرسمية للصبيان محمد كردوفاكي في التبانة، بحثوا خلاله في الإضراب المفتوح الذي ينفذه الأساتذة المتعاقدون في التعليم الأساسي.
وتلا كردوفاكي بيانا باسم مجالس الأهل «حمل فيه وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب مسؤولية ضياع العام الدراسي على التلاميذ نتيجة للإضراب المستمر منذ سبعة أيام نظرا لانعكاسه المباشر على تحصيلهم العلمي».
والتزم المتعاقدون في التعليم الأساسي بالإضراب المفتوح الذي دعت إليه اللجنة العليا للمتعاقدين، في معظم مدارس راشيا والبقاع الغربي «السفير»، مؤكدين الاستمرار بالتحركات واللقاءات والاعتصامات حتى تحقيق مطالبهم، فيما أغلقت بعض الصفوف نتيجة غياب معظم المتعاقدين الأمر الذي احدث إرباكا في المدارس التي تعتمد على المتعاقدين.
وعقد مدرسو راشيا المتعاقدون اجتماعا في بلدة كوكبا بحضور مسؤولة «اللجنة العليا للمتعاقدين» في البقاع فاطمة تغلبي القادري بحثوا خلاله آليات التواصل مع بقية المتعاقدين مؤكدين الاستمرار في الإضراب المفتوح على الرغم من وجود ضغوط وأساليب تهديد من بعض المديرين.
الى ذلك، بدأت ردود مكاتب روابط المعلمين في المناطق بالورود، وأعلنت رابطتا التعليم الأساسي في الجنوب والبقاع، الموافقة على توصية الهيئة الإدارية لـ«رابطة التعليم الأساسي» في لبنان بالإضراب يوم غد الأربعاء.
وأعلنت «اللجنة العليا للأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي» الإضراب أيام الخميس والجمعة والسبت في 26 و27 و28 الجاري، والاعتصام، الحادية عشرة من قبل ظهر الجمعة المقبل، أمام وزارة التربية - الاونيسكو.