صعوبات التعلّم تطاول أولاداً في المدارس الرسمية والخاصة

متابعة التلميذ داخل مدرسته علاج للتسرّب المدرسي
معادلة بسيطة اعتمدتها الجمعية اللبنانية لصعوبات التعلم CLES لتنطلق منها الى تعميم تبسيط قضية صعوبات التعلّم، ودقة متابعتها.
ظهرت صعوبة "مازن ضيا" في الكتابة والقراءة في عمر السبع سنوات وبدأ يعتقد انه غير قادر على مواكبة زملائه في المدرسة، الى ان عرفت والدته ان هناك مركزاً لمتابعة صعوبات التعلّم انشئ في بيروت بمبادرة من جمعية CLES، من هنا بدأت متابعة مازن من متخصصين في مركز CLES، واليوم هو طالب في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، مدركاً ان الصعوبة يمكن حلها متى تم تشخيصها في شكل صحيح.
ففي عام 1999 دخلت فكرة متابعة صعوبات التعلّم الى لبنان في شكل متخصص مع كارمن شاهين دبانة، التي واجه ابنها صعوبات في التعلم، ولكن وجودهم في بلجيكا سهّل الامور، وجعلها تجهد لتعميم هذا الاسلوب في لبنان.
أسست الجمعية اللبنانية لصعوبة التعلّم وبدأت برعاية من السفارة البلجيكية، وبالتعاون مع وزارة التربية ومنظمة اليونيسف أنشأت مراكز في المحافظات، بدءاً من بيروت في عام 2000 ثم في طرابلس في عام 2007 وفي صيدا العام 2009.
ونظمت الجمعية ايضاً ورشاً مجانية سنوية لاساتذة ومنسقين تربويين بالتعاون مع وزارة التربية، وفي هذا الاطار، نظمت CLES مؤتمرها المجاني العاشر تحت عنوان "الطريق الى السلام يمر عبر تعليم الاجيال". اما الخطوة الموازية التي اطلقتها CLES في المدارس الرسمية فهي ما يسمى بـ"غرف المصادر" والتي من شأنها ان تساعد الاساتذة في استيعاب الاولاد كما تساهم في انخراط التلميذ في شكل افضل.
ما هي غرف المصادر، وكيف تعمل؟ تقول كارمن شاهين دبانة ان فكرة "غرف المصادر" ولدت نتيجة ملاحظتهم كجمعية تهتم بصعوبات التعلم، ان اي تلميذ ولو كانت صعوبته بسيطة، لا يحصل على متابعة خاصة به داخل المدرسة، وهذا الوضع يسري على المدارس الخاصة كما الرسمية، من هنا بدأ العمل على فكرة متابعة التلميذ من داخل مدرسته. بدأ التخطيط لهذه الفكرة منذ 3 سنوات، ومنذ اشهر قليلة وضعت المراكز موضع التنفيذ كخطوة تمهيدية، لتعميم التجربة في حال نجاحها على كل مدارس لبنان الرسمية، خصوصاً وان "الطريق الى السلام يمر ببناء الاجيال"، بحسب شعارنا، لذلك تجب الاحاطة بالمشكلة من جزنا كافة.
اضافت، جهزنا مراكز في 10مدارس رسمية، تقول دبانة، وحرصنا على ان توزع على المحافظات الخمس بالتعاون مع وزارة التربية، من خلال تدريب معلمتين او ثلاث في كل مدرسة لتقديم الدعم الاكاديمي والتربوي للتلامذة، وتطوير قدرات الموجهين التربويين في هذه المدارس وتمكينهم من متابعة المشروع، الذي سيتوسع كل سنة اكثر ليضم عدداً اكبر من المدارس.
ولفتت الى ان هناك مدارس قليلة متخصصة، لكن صعوبات التعلّم لا تقتصر على عدد قليل من التلامذة، اذ وفق احصاءات وزارة التربية، فإن عدد الاولاد الذين يعانون صعوبات في التعلم يقارب الـ 11 ألف تلميذ.
واوضحت ان المشروع انطلق في عام 2011، ويستهدف في شكل مباشر 600 تلميذ في المرحلة الاساسية معرضين الى الرسوب او التسرّب المدرسي، اضافة الى معلمي غرف المصادر البالغ عددهم 20، كما يضم في شكل غير مباشر نحو 3000 تلميذ يتابعون دراستهم في المدارس التابعة للمشروع، و200 معلم ومعلمة ايضاً. وبشهادة مديري المدارس وليس شهادتنا نحن، فإن تطبيق هذا المشروع من شأنه ان يوقف نزيف التسرّب المدرسي.
وفي هذا الاطار نظمت ورشة تدريب على مدى يومين مع مديري المدارس الرسمية التي تضم غرف المصادر، واعتبر المديرون ان هذه التجربة من شأنها ان تدفع التعليم الرسمي الابتدائي الى الامام، خصوصاً وانها الاولى من نوعها، ان في المدارس الخاصة او في المدارس الرسمية.