إنه زمن الابنية المهددة بالانهيار، فكيف بالمدارس التي يتناقل أخبار تصدع مبانيها من منطقة الى أخرى في عكار. ويبدي الاهالي خشيتهم من ان تنهار أبنية متصدعة فوق رؤوسهم ويحاولون اليوم ابعاد هذه الكأس. علَّ الدولة تقوم ببعض مسؤولياتها وتساهم في ترميم ما أفسده الدهر في حال هذه الابنية التي مضى عليها عمر، قسم منها أنشئ بشكل غير مدروس، ولا يستوفي شروط ومعايير هندسية محددة، خصوصا الابنية المدرسية اذ ان ضحايا انهيار جدران مدرسة بحنين الاخيرة لا تزال صورهم في أذهان الناس.
هذه هي حال أهالي بلدة كفرتون في اقصى الشمال الشرقي لمنطقة عكار الحدودية الذين طالما طالبوا المسؤولين المعنيين بالعمل على اعادة تأهيل بناء مدرستهم الرسمية التي كانوا قد بنوها منذ الثمانينات على نفقتهم الخاصة من دون اشراف هندسي وقدموها الى الدولة كي يصبح لأبنائهم مدرسة ينهلون العلم فيها.
وفي زيارة ميدانية لمدرسة كفرتون الرسمية التي تتربع على مساحة تزيد على الـ600 متر مربع بغرفها الـ9 الفسيحة، لكن المتشققة والمتصدعة جدرانها وسقوفها، وقد تفتتت طبقة “الدهان” نتيجة الرطوبة الدائمة وتسرب المياه طيلة فصل الشتاء لتتساقط رذاذا ابيض فوق رؤوس المعلمين والتلامذة على حد سواء. أما ملعب المدرسة الخارجي وهو ملعب صيفي بكل تأكيد، شأنه بذلك شأن المدرسة ككل التي لا تصلح أبدا لايواء التلامذة شتاء، فخارج المدرسة كداخلها مفتوح على كل الاحتمالات بما فيها خطر السلامة العامة.
مدير المدرسة مصطفى نعمان قال إن رسائل عدة أرسلت الى الجهات المعنية المختصة، سواء في وزارة التربية او لدى قائمقام عكار، وكذلك محافظ الشمال منذ ما قبل العام 2000، وحتى الآن لم تتخذ الجهات المعنية أي تدبير الا النصح باخلاء المدرسة ولكن دون تأمين بديل لأكثر من 100 تلميذ لا يزال اهاليهم مصرين على تعليمهم في هذه المدرسة التي تضم صفوفا في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
وتوجه نعمان بنداء الى كل الجهات المختصة طالب فيه بالسعي الى تأمين بناء مدرسي لائق الى حين تأهيل المدرسة الحالية، والا فان الامور سوف تسوء سنة بعد سنة.
رئيس بلدية كفرتون محمد نعمان أبدى أسفه للتعامل القائم من المسؤولين المعنيين تجاه حياة أولاد وتلامذة وأساتذة المدرسة الرسمية التي هجرها القسم الاكبر من التلامذة نتيجة وضع بنائها السيىء والآيل الى السقوط في أي لحظة.
واشار الى ان اتصالات أجريت مع كل المسؤولين المعنيين لكن ما من نتائج عملية، وقال ان البلدية عمدت خلال هذه السنة الى بناء جدران دعم للملعب الصيفي الذي انهار نتيجة الامطار، ولو كان هناك تلامذة في الملعب لحظة انهياره لكانت كارثة حقيقية.
أما بالنسبة الى البناء، فان قدرات البلدية المادية لا تكفي لا لبناء مدرسة جديدة ولا لازالة البناء الحالي واعادة تشييد بناء جديد، وهذه المسألة من مسؤولية الدولة التي من واجبها تحمل هذا العبء الواقف فوق رؤوس أبناء البلدة.
أما وقد انتصفت السنة الدراسية فهل من يقوم اليوم قبل الغد برفع مخاطر هذا الكابوس الرازح فوق رؤوس التلامذة قبل ان تأتي ساعة لا ينفع فيها الندم... اللهم إني بلّغت.