هي ليست المرة الأولى التي تكون فيها المدارس مسرحاً لأعمال الشغب، بل إنّ ذلك بات في الأونة الأخيرة تقليداً لكل من تسوّل له نفسه العبث بحرمات المؤسسات التعليمية وانتهاك كرامات أساتذتها.ليس آخر هذه الأعمال ما حدث مع المدرستين المهنية والمتوسطة الرسميتين في عيتا الشعب.
فالتلامذة عادوا أمس إلى صفوفهم بعد تعطيل قسري دام يوماً واحداً، بعدما عمد مجهولون ليل الأحد ـــــ الإثنين إلى تحطيم النوافذ الزجاجية للمبنى ورمي أكياس من النفايات داخله. لم يكتف هؤلاء بذلك بل عمدوا إلى كتابة كلمات نابية وبذيئة على الألواح المدرسية. قرار الإقفال جاء بعد ادعاء مدير المدرسة المهنية شربل ابراهيم على مجهولين أمام مخفر درك رميش، وبعد حضور عدد من أفراد القوى الأمنية إلى المبنى لأخذ البصمات والتحقيق في الحادث. وجرى القبض على شخصين للاشتباه فيهما قبل أن يخلى سبيلهما بانتظار نتائج فحص الـ«دي. ان. آي»، ومساءاً القي القبض على ثلاثة فتيان قاصرين ليسوا من طلاب المدرسة.
ويشرح أحد الموظفين الإداريين لـ«الأخبار» كيف فوجئت إدارة المدرسة المهنية، لدى حضور طاقمها صباح أول من أمس بتحطيم 12 نافذة على الأقل بواسطة حجارة رميت من منطقة مرتفعة عن المبنى، وفي ساعة متأخرة من الليل. ويتوقع الإداري أن يكون الفاعلون قد تسلقوا جدار المدرسة واخترقوا الشريط الحديدي المرفوع فوقه، ووصلوا عبره إلى الطبقة الثانية للمبنى المؤلف من 4 طبقات، قبل أن يخطّوا كلماتهم على بعض الألواح المدرسية. ويلفت الرجل إلى عدم قيام المعتدين بسرقة أي من محتويات المدرستين.
وبينما يشير الموظف إلى أن إدارة المدرسة اشتبهت في مجموعة تلامذة بالنظر إلى الخطوط التي كتبت فيها الكلمات المعيبة والأساليب التي كان يعتمدها هؤلاء، إلّا أنّها تتنظر نتائج التحقيق لمعرفة الفاعل ومن يتجرأ على الاعتداء على حرمة المدارس ويعبث بها من دون أي حسيب أو رقيب.يذكر أن عدد طلّاب المدرسة المهنية الرسمية في عيتا الشعب يقارب 170 طالباً، بينما يصل عدد طلّاب المدرسة المتوسطة الرسمية في المبنى عينه إلى400 طالب. ويصف أبناء عيتا الشعب حادثة الاعتداء بالعمل الصبياني، مستبعدين أن يكون لها أي خلفيات شخصية أو سياسية. وهم لا يذكرون أنّ خلافاً حدث ذات يوم بين تلامذة المدرسة وأساتذتها، لذا فقد تعاملوا مع ما حصل على هذا الأساس، إلى أن تأخذ التحقيقات مجراها. اللافت أنه لم يسبق أن وقع مثل هذا الاعتداء على المدرسة في البلدة والمنطقة، باستثناء حادث اعتداء العام الماضي على مديرة مدرسة في بلدة العديسة، وأعمال سرقة حصلت في العامين الماضيين أيضاً في مدرستين، إحداهما في بنت جبيل، والثانية في السلطانية.