عنف وحشي يودي بحياة طفلة ومبادرة جديدة لإشراك الرجال للحد من العنف

تتوالى موجات العنف في المجتمع اللبناني، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع بحادثة هنا، وأخرى هناك، تطال الفئات الأكثر هشاشة إجتماعياً، وخصوصاً النساء والأطفال والأجانب. ولعلّ ما حصل أمس مع الطفلة غنى محمود عبد الرزاق هوانة التي تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، التي نقلها والداها ظهيرة أمس، إلى مستشفى «السان تيريز» في الحدث، حيث اكتُشف أنّها ميتة مكسّرة الضلوع ومصابة بالكدمات، لدليل فاقع على مستوى العنف اللاانساني المتفشي في مجتمعاتنا.
وقد أوضح الطبيب الجرّاح في المستشفى بسام فغالي، أن غنى وصلت إلى المستشفى نحو الثانية عشرة ظهر أمس متوفاة، موضحاً أن الوفاة حصلت عند العاشرة صباحاً، وان الطفلة مصابة بكسور في اثني عشر ضلعاً من ضلوعها، ويوجد جرح كبير في رأسها.
في الإطار نفسه، أعادت النائب ستريدا جعجع تمسك كتلة "القوات اللبنانية" بمشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري بالصيغة الأصلية له، وإصرار التكتل على تجريم جميع أشكال العنف ضد المرأة لاسيما إغتصاب الزوجة الذي لا يجرّمه قانون العقوبات اللبناني، إضافة إلى دعمها لتجريم العنف الإقتصادي الذي تتعرض له المرأة والذي يتجلّى بمصادرة أموالها في الأسرة سواء الآيلة إليها بالإرث أو الأجر الذي تتقاضاه من وظيفتها.
في هذا السياق أيضاً، بادرت الهيئة الطبية الدولية ومؤسسة "أبعاد" الى استحداث مركز الرجال الذي يشكل مساحة تجمع خبراء مدربين بشكل مهيأ وفعال لتقديم أشكال الدعم المتخصص لتخفيف التوتر، ومعالجة العوامل التي من شأنها أن تفقد الرجال السيطرة على أنفسهم، فضلاً عن إتاحة الفرصة لاكتشاف بدائل صحية وسليمة لإدارة ردات أفعالهم.(السفير/المستقبل15حزيران2012)