بيّنت دراسة البحث الميداني الذي أجرته "اليونيسكو" عن فرص عمل النساء وانتقالهن من الدراسة الى سوق العمل أن خريجات الجامعات لا يزلن يفضلن التخصص في العلوم الاجتماعية والإنسانيات، ولا تزال عائلاتهن تمارس تأثيراً كبيراً في تحديد قرارهن باختيار الاختصاص.
ولحظت أن نصف الشابات اللواتي شملتهن الدراسة، سواء العاملات أو العاطلات عن العمل، عبّرن عن عزمهن العمل بعد الزواج، فيما تشكل الحاجة الى المؤهلات والقدرات الشخصية والأكاديمية ومهارات القيادة موضع قلق وضغط لدى اللواتي يفكرن في تأسيس أعمالهن الخاصة.
وتحتاج الخريجات الى التوجيه والإرشاد المهني والتدريب. كما أن سوق العمل لا تؤمن الفرص لهن والأجواء الملاءمة والدوام المريح، بالإضافة الى قلق من سيطرة "الواسطة" على حساب المعايير الأخرى لنيل وظيفة من عدم وجود قوانين وتشريعات ترعى حقوقهن وتحميهن من التمييز والاساءة.
وشددت الدراسة على معالجة القيود الاجتماعية والثقافية التي تعيق عمل الخريجات وتعاون السلطات لتطوير نظام يساعد على خلق فرص عمل للخريجات.
أكثر من 40 في المئة من الإناث في المرحلتين الثانوية والجامعية جاهزات لخوض مرحلة الانتقال من التعليم الى سوق العمل. كما أن نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة متدنية نسبياً (29 في المئة) وفي العموم، يبدو أن الالتزامات العائلية بما فيها الزواج ورعاية أفراد الأسرة وغيرها من المسؤوليات المنزلية تعيق الإناث عن المشاركة في سوق العمل. وهذا ما تبيّن على الساحة اللبنانية، إذ أن الإناث غير المنتجات هنّ متزوجات بأكثريتهن.
الدراسة عرضها المستشار حسن حمود خلال اجتماع وطني عقد في مكتب اليونيسكو في بيروت بمشاركة مديرة مؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري ومدير المكتب حمد الهمالي ومسؤولة برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية في المكتب سايكو سوجيتا ومجموعة من ممثلي المؤسسات والخبراء.
يأتي الاجتماع في إطار مشروع مساواة المرأة بالرجل في التعليم في لبنان والممول من قبل الحكومة الايطالية وبالتعاون مع "الدولية للمعلومات"، وبحث خلاله المجتمعون أطر التعاون بين المؤسسات والخبراء من أجل ربط البحث العلمي بتطوير السياسات المتعلقة بحقوق المرأة وتمكينها في المجتمع اللبناني.