لم يخل النقاش في لقاء ضم وزير الصحة علي حسن خليل والأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، من الحدة. وتبين أن الأمر متعلق بقضية التعثر المالي لمستشفى صيدا الحكومي، والتلويح بإقفاله. وتؤكد مصادر متابعة أن «الحديث كان عن التحذير من مسألة الاستثمار السياسي، للتعثر المالي. وأن التحذير جاء على خلفية مشاهدة رئيس المستشفى الحكومي في صيدا الدكتور علي عبد الجواد خلال اجتماع اللقاء التشاوري الصيداوي قبل أيام، وكأنه يقدم جردة حساب بأعمال وأوضاع المستشفى للنائبة بهية الحريري، ولرئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة وعدد من أركان اللقاء».
تضيف المصادر أن «المشهد استرعى انتباه سعد، ولم يستطع هضمه، وحتى مجرد قبوله، خاصة أن مجلس إدارة المستشفى الحكومي محسوبة سياسيا على سعد، وعلى أطراف المعارضة السابقة. وأن «اللقاء التشاروي الصيداوي» وما يمثل هو النقيض السياسي لسعد في صيدا»، لافتة إلى أن سعد استوضح من خليل حقيقة وضع المستشفى «ولماذ لم يتم تحويل أي سلف أو مساعدات مالية له لإنقاذه ومنع إقفاله، وتشريد خمسمئة عائلة تعتاش منه؟ ولماذا لم تصل السلفة المالية التي أعلن عنها وقيمتها 250 مليون ليرة لبنانية لتاريخه؟». وتؤكد المصادر أن خليل شرح أوضاع المستشفيات الحكومية لسعد، «مشدداً على أنه حوّل إلى مستشفى صيدا المبلغ المذكور كمساعدة مالية مؤقتة، لحين البت بالوضع المالي برمته، ومن ضمنه المستشفيات الحكومية». وتلفت المصادر إلى عتب سعد على عبد الجواد، كاشفة أنه «بذمة المستشفى الحكومي على الجهة السياسية التي تشاور معها رئيسها (عبد الجواد)، ضعفا مبلغ السلفة الموعودة! فهل تم تسديد جزء بسيط من هذا المبلغ لصالح المستشفى؟».
وتنبه غير جهة صيداوية من خطورة إدخال المستشفى الحكومي في التجاذبات الداخلية الصيداوية، داعية إلى النأي به عن الصراعات السياسية، والتعامل معه كصرح طبي يؤمن العناية الاستشفائية للفئات الفقيرة ولطبقة واسعة من اللبنانيين في صيدا والجنوب وإقليم الخروب يضاف إليها سكان المخيمات. وأكدت أن عبد الجواد كان يضع سعد بكل تفاصيل أوضاع المستشفى بما فيها التعثر المالي وصعوبة الاستمرار، وصولاً إلى الاعتصام الأخير. وسألت: «لكن ما العمل إذا كان سعد مشغولا بانعقاد المؤتمر السياسي العام للتنظيم الناصري؟ وما العمل إذا كان كل من الحريري والسنيورة هما نائبا صيدا؟» وما الخطأ في إقدام عبد الجواد على خطوة النأي بشخصه عن كل تلك التداعيات؟
وطالب «تجمع المؤسسات الأهلية» في صيدا بدعم المستشفى.
15 أيار2012