طوى مخيم نهر البارد مرحلة كاملة من المعاناة الأمنية التي يعيشها منذ انتهاء معركة «فتح الإسلام» في العام 2007، حيث بات المخيم مفتوحا أمام الجميع لمجرد إبرازهم الهوية الشخصية، ولم يعد الفلسطيني ولا اللبناني أيضاً بحاجة إلى تصريح اذ تحولت تلك التصاريح إلى مجرد ذكرى مؤلمة بايدي الفلسطينيين منهم من الذين سعى إلى الاحتفاظ بها للدلالة في المستقبل إلى ظروف اللجوء المرة.
هذا وقد دفع أبناء البارد أثماناً غالية لتحقيق هذا المطلب الذي استدعى جهودا مضنية بذلها ميقاتي، وفريق عمله بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني ومديرية المخابرات، فكانت الوعود التي أطلقها ميقاتي ومن بعده رئيس «لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني» الدكتور خلدون الشريف، تجد طريقها الفوري للتنفيذ ما عزز من ثقة أبناء المخيم بالجهات الرسمية اللبنانية، بعد تجارب مخيبة مع الحكومات السابقة التي لم تتخط وعودها الحبر على الورق.
وفي المقابل، توالت يوم أمس التحركات السلمية داخل خيمة الاعتصام في مخيم البارد ونظمت سلسلة لقاءات ونشاطات، في وقت تسعى فيه الفصائل واللجنة الشعبية في المخيم إلى التوصل لاتفاق مع شبــاب الحراك وفاعليات المخيــم لإزالــة الخيمة التي جرى نصبها منذ أقل من شهر، بهدف تبريد الأجواء كلياً وترك معالجة الأمور تسير بالشكل الذي بدأت به، خصوصاً بعد تنفيذ الحكومة اللبنانية للعديد من وعودها. (السفير، الأخبار 14 تموز 2012)