المناهج المدرسية الحالية لا تزال تكرّس دونية النساء

عرض المركز التربوي للبحوث والانماء واللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة نتائج دراسة لتحليل محتوى الكتب المدرسية بهدف "ازالة القوالب النمطية بين الجنسين من الكتب والمناهج المدرسية" والتي نفذت في اطار مشروع دعم المساواة بين الجنسين في التعليم في لبنان الممول من الحكومة الايطالية.
وبالمناسبة، اشارت منسقة المشروع المنتدبة من الاونيسكو ميسون شهاب الى ان "هذه الدراسة هي الثالثة من سلسلة الدراسات التي اتخذت من الكتاب المدرسي موضوعا لها، وقاربت كتب اللغة العربية والتربية المدنية في منهاج التعليم مقاربة تقوم على النوع الاجتماعي كأداة للتحليل وليس مقاربة تقليدية. واضافت شهاب قائلة: "رصدنا في هذه الدراسة التمييز الذي تتضمنه كتب اللغة العربية والتربية الوطنية والتنشئة المدنية، وخلصنا الى استنتاج ان المناهج الجديدة التي وضعت في اطار خطة النهوض التربوي لم تتخلص تماما من التمييز بين الذكور والاناث. ومما قالته شهاب ايضا: "اذا كان لا بد من رصد تقدم ما يستجيب لحسن النيات، فان المحصلة النهائية لهذه المناهج لم تكن على قدر الآمال، ولعل المطلوب اليوم هو القيام بتغييرات واجراءات تدخلية حازمة من واضعي السياسات والمعلمين والمعلمات لصوغ رؤية جندرية متوازنة للاناث والذكور، ما يحتم اعادة النظر في المناهج على اساس الجندر وما يرتبه ذلك من اعادة نظر فعلية بالصور العامة للذكور والاناث والتمثلات المعبرة عنهم وعنهن، او بالرسائل والتصورات التي تؤسس لاعادة النظر في الادوار".
وقد بينت الدراسة ان "عدد المؤلفات الإناث هو كبير نسبياً ولكن يقتصر على الحلقات الأولى والثانية حيث لم يفكرن باستخدام مستندات وأسماء ونصوصا تبرز شخصيات نسائية، وذلك لعدم حصر دورهن بالإنتاجية التقليدية والإنجابية. وعليه جاء توزيع النماذج الشخصية على بعض المهن كالتالي: 408 نماذج لشخصيات من الذكور في العلوم والهندسة و13 من الإناث، 67 نماذج شخصيات من الذكور في تجارة وإدارة أعمال وصفر من الإناث. واضافت الدراسة "كلما ارتفعنا في السلم التعليمي كلما ازداد التمييز بين الجنسين في المرحلة الثانوية.