أدى الجدال حيال تعيين مدير جديد للمدرسة الإنجيلية في النبطية بعد قبول إستقالة المدير الحالي منذر أنطون من السينودس الى إطلاق شائعات في المدينة، تمحورت حول "رغبة لدى السينودس
في إغلاق أو تصفية المدرسة الإنجيلية في النبطية بعدما تم تعيين مدير شاب لا يتمتع بالمؤهلات الأكاديمية المطلوبة كما اعلنت لجنة الأهل وجمعية المتخرجين". فما حقيقة هذه الشائعات؟ وهل أثمر لقاء أعضاء من السينودس مع الأهل والمتخرجين؟
أخفقت لجنة المتابعة، المؤلفة من رئيس لجنة الأهل الحالية ورؤساء لجان الأهل السابقين، خلال لقائها مع أمين سر لجنة الشؤون التربوية والتعليمية في السينودس القس سهيل سعود وعدد من أعضاء اللجنة في مقر السينودس في الخروج بحلول "وسطية" بعدما لمست اللجنة "اعتماد القيمين على القرار في السينودس منهج المماطلة وتقطيع الوقت كي يصبح التعيين الحاصل مفروضاً وواقعاً لا مفر منه بسبب عدم تجاوب اللجنة المكلفة من قبل السينودس في التعاطي مع الملف رغم أن لجنة المتابعة إقترحت الحاق الشخص الذي عين مديراً، نائبا للمدير في المدرسة لمدة كافية يتم تدريبه خلالها بإشراف الدكتور منذر أنطون، "بعدما تمنينا عليه الإستمرار في أعمال الإدارة حتى تأهيل البديل"، وفق ما نقلته مصادر في لجنة المتابعة لـ"النهار".
واستغربت المصادر "عدم مبالاة اللجنة التنفيذية في السينودس صاحبة القرار في الرد ولو شفهياً على الكتاب الموجه إليها والذي يتضمن تفصيلاً للواقع ورؤية لمستقبل المؤسسة في النبطية من خلال حل تربوي يحفظ مكانتها ويؤمن إستمراريتها"، لكنها تخوفت من "الا يلقى المدير الجديد الترحيب المناسب ما لم يسبق ذلك إعلان صريح في الحاجة الى مدير وإجراء مقابلات مع المرشحين كي يتم إختيار الأنسب في كفايته ومؤهلاته". وأكدت المصادر ان"اللجنة، بدعم من الأهل مستعدة الى الذهاب بعيداً مهما كانت التبعات منعاً لفرض مدير لا يتمتع بالخبرة الإدارية وتحديداً التربوية، وكذلك الخبرة التعليمية وفقاً للمناهج والقوانين اللبنانية لعشر سنين على الأقل في التعليم الثانوي، وهذا ما لا يتوافر في المدير الجديد".
وفي المقابل، نفى القس سعود لـ"النهار" ان"يكون لدى السينودس أي نية أو رغبة، لا من قريب او بعيد في بيع المدرسة التي مضى على تأسيسها 86 عاماً في منطقة عزيزة على قلوبنا، فهل يعقل أن نشطب هذا التاريخ بسهولة؟! هذه شائعات تستهدف سمعة المدرسة لأن هذا التوجه غير وارد إطلاقاً، لا في نفوسنا ولا في عقولنا، بل نحن سنتفانى في خدمة هذه المنطقة تحقيقاً لرسالتنا بالتعاون مع أبناء النبطية الذين أمنوا الحضن الدافئ لإستمرارنا طيلة هذه الأعوام".
أما في ما خصّ اللغط الحاصل حول تعيين مدير جديد، فأوضح أن"المدير الجديد شاب عمره 32 عاماً حائز على ماجستير في علوم الهندسة الاحتسابية من جامعة في ألمانيا، ويعمل حالياً رئيس قسم المعلوماتية وأستاذ محاضر في إحدى الجامعات في دولة خليجية، وبالتالي فما هي المشكلة في مؤهلاته؟ ألا يحق لشبابنا كما في معظم دول العالم المتقدم تبوؤ أعلى المناصب!؟ فهل من العدل الحكم على شخص لم يلتقوه بعد؟". وشدد على أن" هناك لجنة مؤلفة من أساتذة جامعيين تعمل على مواكبة ومتابعة أي مدير جديد يومياً، وبالتالي نحن مسؤولون إذا لم يقم بواجباته بما يليق بسمعة المدرسة ومستواها المشهود له. لذلك استغرب خوف الأهالي، علما أننا في السينودس نقدّر الخدمات التي قدمتها عائلة أنطون وابنها منذر لإنجاح المؤسسة لكن هذه كانت رغبته، والمؤسسات إستمرارية". ولفت الى ان" اللجنة التنفيذية في السينودس لم تردّ على كتاب لجنة الأهل لسببين، الأول، لجان الأهل لا تتدخل في تعيين المديرين عادة، كما أن هذه المسألة من تخصص اللجنة التربوية، لذلك طلبوا منا التوجه الى النبطية للإجتماع مع الأهالي لتبديد مخاوفهم والإجابة على أسئلتهم، وهذا ما حصل فعلاً، ما يجعلني أعوّل على تعاون الاهالي معنا لضمان إستمرارية المدرسة لخدمة المنطقة التي لا تقل أهمية بالنسبة الينا عن أي منطقة أخرى من لبنان". فهل تحمل السنة المقبلة حلولاً تبقي الإنجيلية علامة فارقة في النبطية؟!