يعاني "صندوق الطلاب الفلسطينيين" الذي تأسس عام 1973، والذي شهد على تخريج تسعة آلاف وأربعمئة طالب، من ضائقة مالية حادة الامر الذي ينعكس سلباً على مئات الطلاب الذي يستفيدون من قروض الصندوق. ولمعرفة المزيد عن عمل الصندوق، وعن اسباب هذه الضائقة، اجرت "السفير" مقابلة مع مدير الهيئة الادارية للصندوق رجا مطر الذي افاد ان لا علاقة للصندوق بأي من المنظمات الفلسطينية، بل هو عبارة عن جمعية لبنانية خيرية غير سياسية، ولا تتوخى الربح. وبحسب مطر، هدفه الوحيد مساعدة الطلاب الفلسطينيين المتفوقين، غير القادرين على تأمين تكاليف تحصيلهم العلمي. ويعزو مطر السبب في مشكلات الصندوق الى العجز المادي الناتج عن توقف الممولين عن تقديم التبرعات، لان كلمة فلسطين تخيف الدول التي بدأت تستجوب كل من يرسل مالاً إلى الصندوق. ويروي المسؤول عن الصندوق مثالاً من موقف حصل مع طالب فلسطيني مقيم في الأردن، كان قد استفاد من الصندوق، ويرسل القرض على دفعات من هناك. وفي إحدى المرات خضع للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية لكونه "فلسطينياً يرسل المال إلى لبنان". ويؤكد مطر أن "الأردن ليس البلد الوحيد الذي واجه الصندوق معه مثل هذه المشكلة، بل الدول كلها، وخصوصاً أميركا". ويضيف مطر أن "هذه المسألة قد دفعت الممولين إلى قطع علاقتهم بالصندوق نهائياً". ومن الأسباب التي أدّت إلى العجز المادي أيضاً، وفق مطر، "عدم قدرة الطلاب على سدادهم قروضهم بسبب عدم حصولهم على وظيفة".
وكشف مطر عن ان الصندوق لن يتمكن من استقبال المزيد من الطلاب، في حال لم يتخلص من المشاكل المادية.
وحول آلية عمل الصندوق، افاد مطر ان الصندوق منذ تأسيسه يوفر القروض للطلاب، وانه يقوم بتقسيم الدفعات على عدد السنوات الجامعية للاختصاص في الجامعات التي يتعامل معها الصندوق، وهي "الأميركية" و"العربية" و"اللبنانية"، على أن يبدأ المستفيد السداد بعد سنة من تخرجه، إما في دفعة واحدة أو في دفعات عدة.