51% من مدارس طرابلس الرسمية لا تعتمد أي وسيلة لمعالجة المياه قبل استعمالها للشرب

أظهرت دراسة عن البيئة والمياه في المدارس الرسمية في طرابلس ان المياه التي يشربها التلاميذ في 17 مدرسة من اصل 51 ملوثة من الناحية الجرثومية وان 51% من المدارس لا تستعمل اي وسيلة لمعالجة المياه قبل استعمالها للشرب.كما اظهرت الدراسة ان 67% من المدارس في وضع مأسوي وخاصة فيما يتعلق بالمراحيض.
ناقشت الطالبتان في السنة الرابعة في قسم الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية - كلية الصحة العامة ريان عياش وبشرى طراد اطروحة تخرجهما عن "البيئة والمياه في المدارس الرسمية في طرابلس"، امام اللجنة الفاحصة المكونة من اساتذة الجامعة، الدكاترة فؤاد دبوسي ، جميل حلبي ، جلال حلواني (مشرفا) وذلك بحضور مسؤولة الانشطة في مكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية الدكتورة نهال الحمصي.
الدراسة التي اجريت خلال الفترة من شباط الى ايار 2012 شملت كل المدارس والثانويات الرسمية في طرابلس (51 مؤسسة تربوية)، وقد اندرجت ضمن اطار مشروع "طرابلس مدينة صحية" الذي تنفذه بلدية طرابلس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بادارة عضو المجلس البلدي الدكتور جلال حلواني، شملت
إجراء مسح ميداني عن واقع البيئة والمياه وتحليلا مخبريا للمياه التي يشربها التلاميذ وتركيب خزانات وفلاتر واجهزة تعقيم بواسطة الاشعة ما فوق البنفسجية في 12 مدرسة بدعم من منظمة الصحة العالمية.واجراء حملة توعية على اهمية الامتناع عن التدخين في 4 مدارس رسمية.
وكان من المفترض ان تستكمل الدراسة عن طريق القيام بحملة تشجير والتدريب على فرز النفايات ولكن الظروف الامنية حالت دون ذلك.
واظهرت الدراسة ان 90% من المدارس تعتمد على المياه الموزعة من مؤسسة مياه لبنان الشمالي، بينما العشرة الباقية فتعتمد على آبار خاصة، كما ان 51% من المدارس لا تستعمل اي وسيلة لمعالجة المياه (جهاز فلتر او استعمال تعقيم بواسطة الكلور او الاشعة ما فوق البنفسجية) قبل استعمالها للشرب.
اما عن مطابقة المدارس للشروط العددية للمنشآت الصحية المفترضة (مراحيض، مغاسل، خزانات) وفقا لعدد التلاميذ، فان الدراسة اظهرت ان 12% من هذه المدارس وضعها سيئ جدا، 23.5% مقبول، 31% متوسط، 23.5% جيد، و10% جيد جدا، وترتكز الحالات غير المطابقة بشكل رئيسي في التبانة، القبة وبعل محسن والبحصاص. وفيما يتعلق بجودة ونوعية المنشآت الصحية فقد اظهرت الدراسة ان 67% من المدارس في وضع مأسوي وخاصة فيما يتعلق بالمراحيض، اذ ان هناك نقص في المياه بسبب عدم وجود خزانات ، وسجل غياب الصابون والمناشف والاوراق الصحية في كل المدارس مما يدفع بالتلاميذ الى عدم غسل ايديهم عند خروجهم من الحمامات وتناولهم الطعام بعد ذلك مباشرة، و تنظيف المراحيض يتم احيانا مرة واحدة في الصباح.
واظهرت التحاليل المخبرية على المياه التي يشربها التلاميذ ان المياه في 17 مدرسة من اصل 51 ملوثة من الناحية الجرثومية (33.33%) مما يشكل خطرا على صحة التلاميذ، مع الاشارة الى ان 5 من ال 17 مدرسة تعتمد الابار الفردية اما ال12 الاخرى فالسبب يعود الى الحالة المزرية للخزانات التي يشرب منها التلاميذ. وامام النتائج التي توصلت اليها الدراسة فقد جهزت منظمة الصحة العالمية 12 مدرسة بخزانات مياه واجهزة فلترة وتعقيم بواسطة الاشعة ما فوق البنفسجية توزعت على القبة، بعل محسن، التبانة، والبحصاص.
وبينت التحاليل المخبرية بعد تركيب الاجهزة انه لم يعد هناك تلوث في مياه الشرب.
ولفت حلواني الى ان المشروع سيستمر بالرغم من الوضع الصعب في المدينة ودعا هيئات المجتمع المدني الى مساعدة المدارس الرسمية على حل الاشكالات البيئية التي اظهرتها الدراسة وذلك حفاظا على صحة ابناء المدينة.