كم جيل من الطلاب سيتخرّج من الجامعة اللبنانية قبل ان يتحقق حلم الشماليين بمدينة جامعية في محافظتهم؟ فمسيرة بناء هذا الصرح على تلة المون ميشال في طرابلس
تشبه بحركتها سير السلحفاة ببطئها، رغم ان الحلم قد بدأ يتحقق مع دنو مبنيي كلية الهندسة ومعهد الفنون من الاكتمال، وقد ينتقل اليهما الطلاب في السنة الجامعية 2013 - 2014، والعمل على تلزيم كلية العلوم المنجزة مناقصتها منذ زمن والتي انجزت حفرتها منذ اكثر من اربع سنوات وقد تأمنت لها اخيرا الاموال الاضافية بعد صدور مشروع مرسوم يؤمن 25 مليون دولار لاستكمالها.
وفي حديث لـ"النهار"، يعتبر الدكتور طلال خواجة وهو احد الناشطين في لجنة المتابعة للبناء ان "هذا البناء الجامعي الموحد هو الابن الشرعي للمجتمع المدني الشمالي ممثلا بلجنة المتابعة الواسعة التمثيل والتي تشكل طاقة توحيدية لكل القوى والهيئات من مختلف الاطياف رغم محاولات الالتفاف والتسييس التي لم تتوقف".
تلة المون ميشال
تقع تلة المون ميشال في قضاء الكورة خارج طرابلس الادارية والبلدية، ولكنها تشرف على المدينة، وقد انتقلت ملكيتها من وزارة الدفاع الى الجامعة اللبنانية في عام 2003، ليبدأ العمل في مشروع "شهد صعودا وهبوطا في مسيرته المتعرجة، خصوصا وانه ترافق مع كل ما مرّ على البلد من صراعات واستهدافات واغتيالات". ويقول خواجة تعليقا على اختيار هذا الموقع: "هو موقع جامع لا طائفي، يعيد الثقة الى المسيحيين في المنطقة وكذلك الى الطرابلسيين، لأنه نظريا في الكورة وعمليا في طرابلس، وكذلك سيجذب حتما طلاب قضاء جبيل الذين يقصدون الفنار".
وعلى هذه التلة، ثمانية مبان انجزت دراساتها شركة LACICO: العلوم، الهندسة، الفنون، الصحة، ادارة الاعمال، الآداب، الحقوق، والعلوم الاجتماعية. وكذلك تسعى لجنة المتابعة الى ادراج كليتي السياحة والتكنولوجيا ضمن المباني على ان تكون كلية الزراعة في عكار. وفي هذا الاطار يقول خواجة ان "المراسيم التنظيمية للكليات الثلاث الاخيرة لم تصدر بعد رغم الموافقة المبدئية عليها منذ عهد رئيس الجمهورية السابق اميل لحود ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري".
كلية العلوم:
الدافع للمشروع
ويقول خواجة، ان "كلية العلوم في القبة وهي كلية جريحة، مدرجاتها قواويش ومبانيها غاية في البؤس، شكلت منطلقا لحركة البناء الجامعي الموحد في موازاة بناء المدينة الجامعية في الحدت". ويضيف: "قد يسأل البعض، لماذا نعمل منذ مدة على ترميم كلية العلوم وبعض المحيط. والحقيقة انه لا يجوز ان تبقى هذه الكلية على حالها في انتظار المدينة الجامعية وهي التي تحتضن اكثر من ثلاثة آلاف طالب واستاذ واداري، فلا احد يتفرج على اهتراء منزله في انتظار انتهاء فيلّته، خصوصا اذا لم يكن قد شرع في بنائها فعليا، علما ان الانتقال لن يتيسر عمليا قبل خمس سنوات من البدء في بناء كلية العلوم".
لجنة المتابعة
وفي ما شكّل اساتذة العلوم لجنة خاصة بهم لمتابعة مبنى العلوم على حدة، فإن لجنة المتابعة للمبنى الجامعي الموحد في الشمال تمثل المجتمع المدني الشمالي واهل الجامعة، وتتابع قضايا المشروع ومراحله مع المسؤولين الشماليين وغير الشماليين بمن فيهم مجلس الانماء والاعمار، وقد شهدت هذه اللجنة تجاذبات عدة ونشطت في احيان كثيرة وتراخت في احيان اخرى، علما ان هناك ايضا لجنة فنية تتابع المسائل التنفيذية، مشكلة بقرار من رئيس الجامعة السابق الدكتور زهير شكر، وهي تنسق مع لجنة المتابعة ذات الطابع المدني.
ويجمع الشماليون على ان بناء المدينة الجامعية هو المشروع الانمائي الشمالي الاهم، علما انه لا يطال الاقضية الشمالية فقط، بل سيستقطب حتما طلاب قضاء جبيل بجرده وساحله.
وعن التمويل، يقول خواجة ان "بنك التنمية الاسلامي" تكفّل بمبنيي الهندسة والفنون، فيما تولّى "الصندوق السعودي" مبنى العلوم بـ"قروض تشبه الهبات".