إعتبر السيد علي محمد حسين فضل الله في حديث لـ"النهار" أن اللبنانيين يمكنهم التحاور في ما بينهم، وهم مهيئون لذلك أكثر من مجمل الطبقة السياسية. أما في محاولة الإصطفاف السني والشيعي الحاصل حالياً، فيرى أن ثمة من يستفيد من المناخ المذهبي المشحون لحسابات سياسية أو إنتخابية مثلاً.
وبعيداً من السياسة، قدم فضل الله مقاربته لمشروع قانون العنف الإسري. فبعد رفضه للعنف في كل أشكاله، أكد "أننا مع كل قانون يساهم في حماية الأسرة"، مبدياً خوفه "ألا يكون هذا القانون سبيلاً للتهدئة". بمعنى آخر، دعا فضل الله إلى التدرج في إقرار هذا القانون المطروح داعياً كل المراجع الدينية إلى فرض مرحلة توجيهية وتحضيرية للعروسين قبل الزواج لتفادي الصعوبات التي تطرأ خلال الزواج.
وإعتبر أن إنشاء محاكم أسرية هي خيار مثالي لحل المشكلات الزوجية، وهذا يتم وفقاً له بالتعاون مع الجهات الروحية وشخصيات المجتمع المدني والمتخصصين في علوم المجتمع من كل جوانبه، من أجل مساعدة الزوجين على تخطي المشكلات التي تطرأ خلال الزواج". ودعا المسلمين إلى زيادة بعض الشروط في عقد الزواج لحماية حقوق المرأة منها مثلاً أن تعطى الزوجة حق الطلاق في حال تعرضت إلى العنف من زوجها . كما طالب أيضاً في زيادة الشروط في العقد التي تضمن الحماية الاقتصادية للمرأة عند حصولها على الطلاق.
من جهة أخرى، لم يتردد فضل الله في المطالبة بحق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأولادها، معتبراً أن السبب الرئيسي لمناهضة هذا الحق يعود لخشية البعض أن يؤدي ذلك الى خلل في الميزان الطائفي في لبنان.
الدولة أيضاً و أيضاً
وجدد فضل الله في حديثه الثقة الكاملة بمؤسسات جمعية المبرات الخيرية التي تأسست وفقاً لنظام مؤسساتي يضمن إستمراريتها، وقال: "لا شك في أن المؤسسات تأثرت معنوياً بعد رحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله، ولكنها تمكنت عملياً من الإستمرار بزخم لافت وتابعت تطورها على المستويات الإدارية والتعليمية والثقافية". واكد أننا نشعر بثقة الناس الكبيرة ودعمهم لنا، لأننا لا نتلقى أي دعم من أي دولة. بالنسبة إليه، الشفافية هي عنصر أساسي للمبرات وهي عامل رئيسي لتجديد صدقيتها تجاه أهلها والمجتمع عموماً".
وإعتبر أن المبرات ساهمت في حل مشكلات إجتماعية هي في الحقيقة، الدولة معنية بها. وسأل عن مصير الـ 4000 يتيم و550 معوقاً وعدد المسنين لو لم تتخذ المبرات على عاتقها رعايتهم على الصعد كافة. ولفت إلى أننا عملنا على تفعيل تكنولوجيا التعليم عبر إستخدام اللوح التفاعلي في التعليم مشيراً إلى ان سميح جابر من مؤسسة الإمام الهادي للإعاقة السمعية والبصرية قد حاز على لقب المعلم المميز من شركة برومثيان العالمية، وقد تم إختيار اللقب بناء الى معايير خاصة بالشركة، ومن ضمن مجموعة من الدروس المتقدمة من مختلف أنحاء العالم. واعلن عن تعميم برامج دمج ذوي الصعوبات التعليمية على مدارس ومعاهد الجمعية كلها، وصولاً إلى إستحداث مكتب" فرصة" في مؤسسة الإمام الهادي، وهو برنامج إجتماعي يهدف إلى توظيف ذوي الحاجات الخاصة ودمجهم في المجتمع".
وطالب الدولة بضرورة حماية المعوقين والمسنين والأيتام من خلال توفير متطلباتهم وسن قوانين ترعاهم. وأشار إلى أننا نشارك الجهات المسؤولة في متابعة قضايا المعوقين من خلال مشاركتنا في إجتماعات الهيئة الوطنية للمعوقين ومكتب التنسيق للمؤسسات المعنية في قضايا الإعاقة. وأسف فضل الله إلى لجوء المؤسسات المعنية بقضايا المعوقين إلى التظاهر أمام وزارة الشؤون للمطالبة بتوفير الدعم المالي للجمعيات لإستمراريتها. وقال: "لقد دعم وزير الشؤون الإجتماعية مطالب الجمعيات والمعوقين. لكن من العار أن تصل الأمور في لبنان إلى هذا الحد".
بإزاء كل ذلك، عبر عن عتبه الكبير على الدولة لأنها لا توفر الحياة الكريمة للمعوقين الذين يضطرون إذا سمحت لهم الظروف الى مغادرة لبنان للعيش في وطن يضمنون فيه حقوقهم. وأسف لأن الجهات الرسمية لا يمكنها توفير فرص زواج للمعوقين . وجدد ثقته بمقومات المعوقين، داعياً الحوامل إلى عدم الإجهاض في حال تبين أن للجنين إعاقة ما. قال:" لا يحق لنا أن ننتزع منه حقه في الحياة. ويمكن لهذا الجنين رغم إعاقته أن يملك مقومات تجعله مميزاً وهذا ما حصل مع الموسيقار الكبير بيتهوفن وغيره".
ورداً على سؤال عن إنجازات السنة 2011 -2012، قال: "تمكنا من وضع حجر الأساس لديوان الإمام الرضا في مبرة الإمام الرضا في النبطية وافتتاح مبرة الخير في بنت جبيل- مجمع السيد عبد الرؤوف فضل الله بعدما وضع حجر الأساس في 8 آب 2009، ليستمر البناء على مدى عامين من الزمن، وهي الان تستقبل الأبناء بعدما إكتمل البناء"واشار الى النشاطات التربوية وزيادة عدد المراكز الصحية في المناطق. أما في شهر رمضان، فتجدد المبرات خلال هذا الشهر الفضيل وفقاً له إلتزامها خدمة الإنسان من خلال تنظيم إفطار الأحبة الذي جمع كل الأيتام من مؤسسات الرعاية المختلفة من لبنان فضلاً عن إفطارات جمعت أبناء من الطوائف المسيحية والإسلامية. وأشار إلى ان المبرات حرصت أيضاً على تنظيم أسبوع إكرام اليتيم وموائد إفطار المسنين وغيرها من النشاطات الرمضانية.