المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية يقارب واقع التلميذ ضامن القيم ومرتجاه

هل يمهّد المؤتمر السنوي التاسع عشر للمدارس الكاثوليكية، الذي تعقده اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية الثلثاء والأربعاء 4 و5 في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير، إلى إطلاق شرعة للقيم تتبناها المدارس وتفعّلها من خلال سلسلة نشاطات صفّية وغير صفّية لتلامذتها؟
تشير الأجواء العامة للمؤتمر الصحافي الذي أقامته أمس الأمانة الاعامة للإعلان عن البرنامج في المركز الكاثوليكي للإعلام إلى أن القيم هي "لولب" المؤتمر والإدارة والمعلم "ضابطا الإيقاع في الموضوع"والتلميذ "شريك في الثبات معهم في القيم".
عرضت المحاور الرئيسة للمؤتمر الذي يحمل عنوان "التلميذ ضامن القيم"، وتحدث عن تفاصيله رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار ولجنة المؤتمر الأخت عفاف أبو سمرا من راهبات القلبين الأقدسين، والأب اندره ضاهر الأنطوني، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم.
إستهل مطر الكلام معتبراً أنه سيتم درس موضوع جوهري من مواضيع التربية والتعليم، وهذا العام مضمونه كبير "التلميذ ضامن القيم" ما يدلنا إلى أن المدرسة ليست قضية اقتصادية يتداول بها الناس، وليست مجرد تعليم وتحضير شهادات، بل هي عنصر أساس من عناصر المجتمع حيث يتم نقل القيم الروحية، الإنسانية والوطنية، من جيل إلى جيل وتكون لكل إنسان شخصيته".

لقيم متكاملة
ثم تحدث الأب بطرس عازار فأوضح أننا "فقدنا الكثير من القيم لأن عالمنا واقع في أزمة أخلاق وقيم وضمير، وواجب علينا جميعاً أن نكون "صوتاً صارخاً" يهديه إلى الحقّ ويحرّره من كل العبوديات".
واعتبر أننا "على مقربة من تحقيق حدث مميز على أرض وطننا، نحن نستعد لاستقبال قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر على أرض وطن نريده لائقاً بالإنسان وقيمه. ومؤتمرنا هو مساهمة منا، مع جميع الناس الطيبين، لنعدّ الطريق للآتي إلينا باسم الرب ليشجعنا على الثبات في أرضنا وعلى الشهادة لقيمنا ولحقوق الإنسان، أي إنسان، وكرامته وحريته".
أما أبو سمرا فحددت أعمال المؤتمر المبنية على سبع ركائز لمنظومة القيم: أولاً القيم الروحية، الحياة وفق الروح وتجسيد الرب في يومياتنا، ثانياً القيم الأخلاقية من خلال إحترام النفس والآخر والمسؤولية، ثالثاً القيم الأكاديمية وفيها البحث عن الحقيقة، النقد البنّاء، التفاعل والبحث العلمي. رابعاً القيم الجمالية بمشاركة الآخر في تقدير الجمال والمحافظة عليه في بيئتنا، خامساً القيم الجسدية من خلال المحافظة على الصحة عبر نمط حياة سليم، سادساً القيم الإجتماعية بالعمل على أن نكون أكثر عدالة ومحبة ومساواة في مجتمعنا، سابعاً القيام المواطنية وفيها التشدّد على الإنتماء لوطننا لبنان بحرية وكرامة وسيادة".
إلى الأب ضاهر الذي رأى أن "ميزة هذا المؤتمر هي في المشاغل التي سيلتقي حولها المشاركون، لكي يعدّوا ملفاً يساعد على احياء موضوع السنة وتنشيطه في مدارسنا – في المراحل والحلقات الدراسية كلها – وسيتم توزيعه لاحقاً على جميع المراكز التربوية لمساعدة التربويين على تحقيق الهدف المنشود. والجدير ذكره أن هذا المؤتمر سيتكلّل مع ختام هذه السنة بلقاء يضم متعلّمي مدارسنا لكي يتبادلوا الآراء حول حصيلة أعمالهم، على أن نحتفل معاً بمبادراتهم وابداعهم ونسلمهم أوراق اعتمادهم كسفراء للقيم في عالم هذا الزمن وكنيسة هذا اليوم".
ختاماً، نقل أبو كسم صرخة الأهل وهاجسهم اليوم عن زيادة الأقساط وراتب المعلمين، مع التمني بالتوفيق والنجاح لهذا المؤتمر".