لن يبدأ طلاب كليات الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية سنتهم الدراسية كما في كل سنة. فهم يتّجهون الى اعلان العصيان "دفاعا عن حقوق مشروعة" كما يقولون. فمن جهة يستمر الطلاب في التفاوض مع عميدة الكلية وفاء برّي للوصول الى اهدافهم، ومن جهة اخرى يتحضرون الى تحركات تصعيدية قد تصل الى تعطيل انطلاقة السنة الدراسية.
توحدت الهيئات الطالبية في فروع كلية الآداب الخمسة لإيقاف تنفيذ قرارين لعميدة الكلية، الاول هو فرض خضوع الطلاب الحاصلين على اجازة جامعية لامتحان دخول قبل دراستهم مرحلة الماجستير، وهذا ما يخالف برأيهم "روح نظام الـLMD الذي يتيح لكل طالب يحصل على معدل النجاح، الترفيع التلقائي الى المرحلة الدراسية التالية، وباعتبار ان امتحان الدخول مخالف للقانون اولا ويضرّ بمصلحة الطلاب ومستقبلهم فهو مرفوض".
اما القرار الثاني، فهو ذاك الذي ينقل الماجستير البحثي من الفروع الخمسة الى المركز في الفرع الاول، الامر الذي يؤدي الى تراجع نسبة الطلاب في الدراسات العليا، والى زيادة الاعباء المالية على الطلاب من ابناء المناطق البعيدة الذين سيضطرون الى الانتقال المستمر الى بيروت بغية الوصول الى جامعتهم.
وتبرر ادارة الكلية قرارها بعدم توافر الكادر التعليمي الكافي لفتح صفوف ماجستير في كل الفروع، وتاليا يعتبر نقلها الى المركز ضرورة لا غنى عنها، ومن هنا يستغرب رئيس الهيئة الطالبية في كلية الآداب الفرع الخامس حمزة شرف الدين هذه الحجة، معتبرا "ان من لا يملك كادرا تعليميا كافيا لفتح صفوف الماجستير البحثي في الفروع لا يمكنه فتح دبلوم مهني فيها، وهذا ما حدث، فمن اين جاؤوا بالكادر التعليمي لصفوف الدبلوم المهني؟".
ويؤكد شرف الدين ان مطالب طلاب كلية الآداب في كل لبنان يمكن اختصارها بالآتي: "التعامل معنا كما تم التعامل في العام الماضي حيث فتحت صفوف الماجستير في مختلف الفروع وتم قبول جميع الطلاب الناجحين من دون امتحانات دخول تعتبر مخالفة للقوانين، كما انه يجب الغاء الامتحان بين الـM1 والـM2 باعتبار انهما وحدة تعليمية واحدة يترفع بينهما كل ناجح وهذا ما اكده لنا عميد المعهد العالي للدكتوراه".
واشار شرف الدين الى ان الاتصالات مستمرة مع عميدة كلية الآداب، "كما ان التنسيق كامل مع جميع رؤساء الهيئات الطالبية في مختلف الفروع من اجل توحيد تحركاتنا في حال عدم الوصول الى حلّ".
من جهته، يؤكد رئيس الهيئة الطالبية في كلية الآداب الفرع الثاني جولي معلولي، ان "الحوار لا يزال مستمرا مع المعنيين في الجامعة اللبنانية، لكنه، كما يبدو، لن يصل الى نتيجة، فالجميع يتهرب من تحمل المسؤولية... المدير يقول ان لا علاقة له بالموضوع وكذلك العميدة، ومع ذلك سنستمر في الحوار حتى انتهاء الدورة الثانية التي يجريها الطلاب، لكن بعد انتهائها سنقوم بخطوات تصعيدية قد تصل الى تعطيل بداية السنة الدراسية".
ويشير معلولي ان هناك قراراً "لتوحيد ما أمكن من صفوف الماجستير وجمعهم في المركز، وقد بدأنا نشعر ان هناك اتجاهاً الى اقفال بعض صفوف الاجازة في بعض المناطق بحجة قلة عدد الطلاب وهذا امر غير مقبول".
ويضيف: "اذا كانت حجة نقص الكادر التعليمي صحيحة فهذه مسؤولية الجامعة التي عليها التعاقد وتثبيت اساتذة جدد وليست مسؤولية الطلاب".
ويشار الى ان عدد طلاب الماجستير في كليات الآداب ارتفع العام الماضي الى نحو اربعة آلاف طالب بعد فتح الصفوف في كل الفروع بينما كان العدد لا يتخطى الـ500 طالب في كل لبنان في الأعوام السابقة.
ويبقى السؤال في النهاية هل الهدف الحقيقي من وراء تلك القرارات بالتأكيد تقليص عدد طلاب الماجستير في الجامعة اللبنانية؟ وهل هناك من يسعى من داخل الجامعة اللبنانية الى ضربها لتستفيد الجامعات الخاصة التي تفتح صفوف الماجستير في معظم فروعها في المناطق؟.