داهمت قوة من الجيش اللبناني مساء يوم الأحد منازل قديمة في منطقة الجعيتاوي يقطنها عمالٌ سوريون ومصريون وسودانيون، وانهالت على القاطنين بالضرب المبرح. ويروي المدير الإقليمي لـ«هيومن رايتس ووتش» في لبنان نديم حوري، الذي استطاع مقابلة أكثر من 25 عاملاً يحملون الجنسية السورية، لـ«الأخبار» أن الجيش لم يسأل أحداً منهم عن إقاماتهم، بل اكتفى بضربهم وتجميعهم في إحدى الغرف وممارسة أعمال عنف بحقّهم لأكثر من أربع ساعات، وبعض هؤلاء العمال يقطن المنطقة منذ العام 1996.
في المقابل، أعلنت مديرية التوجيه في الجيش، يوم أمس، أنه «بعدما تكاثرت شكاوى المواطنين في منطقة الأشرفية ـ محلة الجعيتاوي، بسبب ممارسات عمال أجانب من جنسيات مختلفة، وتعديهم على المارة وقيامهم بأعمال سرقة وأفعال مخلة بالآداب العامة، دهمت دورية تابعة لمديرية المخابرات ليل الأحد ـ الاثنين الماضي أماكن سكنهم، حيث فوجئت القوة العسكرية بمقاومة هؤلاء العمال ومواجهتهم بعنف للعناصر المولجة التدقيق في إجازات عملهم وهوياتهم». ونتيجة ذلك، وفق بيان الجيش، حصلت أعمال ضرب وتدافع بالقوة، وقد قبض على أحد عشر عاملا من جنسيات مختلفة وأحيلوا على التحقيق. وأكّدت قيادة الجيش أنها لن تقبل أي تطاول على المؤسسة تحت غطاء حقوق العمال الأجانب التي يجب ألا تكون على حساب المواطنين.
وفي السياق عينه، طالب مخاتير الأشرفية والرميل والصيفي والمدور، في بيان، بـ«ترك الأجهزة تكمل ما بدأت به من دون تدخلات إعلامية، لضبط الوضع الذي بات غير محمول بسبب أعمال القتل والنشل والاغتصاب والتحرش، التي يتعرض لها سكان المنطقة من العمال الأجانب الذين بات عددهم يفوق الآلاف». (السفير، الأخبار، المستقبل 11 تشرين الأول 2012)