متعاقدو اللبنانية أضربوا والمتفرّغون تابعوا الدراسة في الكليات

دعوة لجنة الاساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية للاضراب، وتعطيل الدروس مستمرة اليوم وغدا، هذا ما اكدته رئيسة اللجنة الدكتوة ميرفت بلوط في اتصال مع "النهار".

وقالت: "نحن مستمرون في الاضراب وتعليق الدروس"، داعية المتعاقدين الى الاعتصام الساعة 11:00 قبل ظهر اليوم في باحة كلية العلوم في الفنار، والى التحرك مجددا والاعتصام الاربعاء على طريق القصر الجمهوري في بعبدا قبل ساعة من موعد جلسة مجلس الوزراء.
من جهته، لم يرغب رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين في الرد على اسئلتنا عما آل اليه ملف التفرغ وعن دعوة بلوط الى اضراب المتعاقدين والتوقف عن التدريس لثلاثة ايام في مؤتمر عقدته للغاية في مبنى الادارة المركزية للجامعة.
اقتصر الجواب على عدم رغبة السيد حسين بالحديث في الموضوع وميله الى تأجيل الكلام في هذا الملف.
ترميم الملف من الشوائب
اما رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور حميد حكم فصرح لـ"النهار" ان اليوم وغدا هما يومان عاديان لا تعليق فيهما للدروس ولا اضراب طبعا. واستغرب ان تعلن بلوط تعليق الدروس من مبنى الادارة المركزية للجامعة معتبرا ان ما حصل ربما كان من دون علم الرئاسة. واكد انه اتصل برئيس الجامعة مستوضحا صحة الموضوع، وقال: "عندما استوضحت الرئيس الدكتور عدنان السيد حسين، اجابني ان لا علم لديه في هذا الموضوع".
كيف تجاوب المتعاقدون مع دعوة لجنتهم الى الاضراب؟ يجيب حكم: "لم تبدأ الدراسة في الكليات النظرية في الجامعة فضلا ان الدراسة في العلوم تبدأ هذا الاسبوع. ونشير هنا الى ان الكليات التطبيقية لم تلتزم الاضراب. وبالنسبة اليه، اضراب المتعاقدين لا يؤثر في سير الدراسة. فالاضراب، يقول، غير مبرر ولا يؤدي الى نتيجة لأنه صادر عن جهة ليس لديها الغطاء النقابي ولا يحق لها اعلان الاضراب في الجامعة او تعليق الدروس فيها.
من جهة اخرى، اشار حكم الى ان "كل القوى السياسية الممثلة في الرابطة تستنكر الدعوة الى الاضراب"، مشيرا الى ان هذه القوى ترى ان رابطة المتفرغين هي الجهة المخولة اعلان الاضراب.
لكن حكم أصر كثيرا في كلامه على أحقية التفرغ واقرار الملف منتقدا طريقة تعامل اللجنة مع الملف لا سيما دعوتها الى الاضراب. وقال: "كنا دوما داعمين لاقرار ملف التفرغ وهذا ما كانت الرابطة تعبر عنه في بياناتها او من خلال لقاءاتها برئيس الجامعة". اضاف: "بعد انتخاب الهيئة التنفيذية الجديدة، دعونا اللجنة الى اجتماع عقد في مقر الرابطة، وجددنا فيه دعمنا الكامل للتفرغ. ونحن نعتبر انهم حاجة ماسة لتجديد كادرات الجامعة الاكاديمية. كما كررنا ان المتعاقدين مظلومون لأنهم لا يحظون بغطاء صحي واجتماعي رغم مرور اعوام عدة على تعاقدهم في الجامعة".
ولفت الى "اننا استمهلناهم فترة وجيزة لبحث الملف مع رئيس الجامعة ووزير التربية"، معتبرا ان "هذا امر مهم لأن تحركهم في الشارع منذ 7 اشهر لم يفض الى اي تقدم".
وردا على سؤال عن الاجواء التي سادت اجتماع الرابطة ورئيس الجامعة حول ملف التفرغ، قال: "ركزنا في اجتماع مطول مع رئيس الجامعة على ملفي التفرغ وتعيين مجلس الجامعة. واعترف الرئيس خلال اللقاء بوجود شوائب في الملف".
وشرح اكثر قائلا: "اعلمنا رئيس الجامعة ان الشوائب محدودة"، مشيرا الى ان اكثرية من ارفقت اسماؤهم في الملف يستوفون الشروط المطلوبة وخصوصا احترام الاقدمية التي هي معيار اساسي عام يجمع بين الجميع. "تبين في الملف ان البعض، المرفقة اسماؤهم تركوا الجامعة ويفترض شطب اسمائهم من الملف. لكنه استثنى ضرورة التعاقد مع بعض التخصصات الملحة جدا التي استوجبت ذلك، نظرا الى افتقارها لاساتذة في بعض التخصصات المطلوبة. وشدد على انه تم الاتفاق على "ترميم" الملف بالسرعة القصوى. كما اكد ان رئيس الجامعة وعد انه سيرتب في ايام قليلة الملف خصوصا لجهة الاسماء التي سقطت منه سهوا او لاسباب نجهلها.
على صعيد آخر، اكدت بلوط لـ"النهار" ان رئيس الجامعة لم يكن على علم بالمؤتمر الصحافي وما تضمنه من دعوة الى الاضراب، مشيرة الى ان اختيار مبنى الادارة المركزية لعقد المؤتمر جاء من اجل تسهيل المسافة على اللجان من الفروع كلها، لحضور المؤتمر والمشاركة فيه.
وقالت: "نحن على تنسيق مع الرابطة ونتواصل معها. هناك خلاف بيننا على توقيت الاضراب. لكننا نعتبر انفسنا كأساتذة في الجامعة جسما واحدا ونناضل معا لحل الملفات العالقة للنهوض بالجامعة اللبنانية". اضافت: "نحن نتحرك بنمط سريع ومكثف كون المأساة تعنينا، لأننا لا نستطيع الانتظار اكثر مما انتظرنا".
وعما اذا كان الاضراب اعطى ثماره في اليوم الاول، قالت: "تأكدنا ان هناك التزاما كاملا من جميع المتعاقدين المرشحين للتفرغ وتضامنت معهم مجموعة كبيرة من المتفرغين. كما شكرنا الطلاب الذي تضامنوا مع قضيتنا ولم يتابعوا الدراسة". واشارت الى ان التضامن كبيرا خصوصا في الشمال والفنار وتفاوتت اعداد المتضامنين في المناطق.

دياب أكد للجنة المتعاقدين متابعة ملف التفرغ
اجتمع وزير التربية حسان دياب مع وفد لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتورة ميرفت بلوط، واطلع على مطلبهم بالتعجيل في رفع ملف تفرغ الأساتذة. وأكدت بلوط أننا نعرف أن الوزير مع قضيتنا، وأنّ تعليق الدروس هو صرخة من القلب ليسمع الرأي العام اللبناني معاناتنا.
أضافت: نحن لسنا على الإطلاق ضدّ تشكيل مجلس الجامعة، لكن التفرغ أولوية ملحة. واليوم جئنا نقول انّنا تحت راية الوزارة والوزير. ونحمل الحكومة المسؤولية عن تأخر إقرار التفريغ ولا نفهم ما هو العائق لإقرار ملف التفرغ الذي يضم 579 أستاذاً. من جهته، أكد دياب موقفه المؤيد لملف التفرغ على اعتبار أنه حاجة للجامعة، "وأنا أتابعه يومياً، وتعيين العمداء والتفرغ، غير مرتبطين بعضهما ببعض".