تستغرق عملية العثور على فرصة عمل للذين يدخلون سوق العمل للمرة الأولى في لبنان وقتاً طويلاً، فالبطالة مرتفعة في وسط جيل الشباب. ومن أجل ذلك أطلق مشروع "أول عمل للشباب"
للحد من بطالة الشباب وهجرتهم، لكون المسألة تتعلّق بأمنهم الإجتماعي.
هذا المشروع هو الأول ذو بعد مؤسساتي لبناني تطلقه "المؤسسة الوطنية للإستخدام" التي كاد أن يُقضى عليها في مرحلة ماضية بسبب الشلل الإداري الذي سادها وعدم ملء الشواغر فيها.
"يكمن البعد الإيجابي لهذا المشروع"، على ما يوضح لـ "النهار"زياد الصايغ المستشار الوطني للسياسات في منظمة العمل الدولية ورئيس فريق عمل وزير العمل سليم جريصاتي: "في استكمال عمل دام ثلاثة أعوام قامت به منظمة العمل الدولية لبناء بنية تحتية وتنمية القدرات المؤسساتية للمؤسسة الوطنية للإستخدام".
ما هي آلية العمل التي وضعتها الأطراف المعنية لتنفيذ هذا المشروع؟
في الوقت الذي يشكل العاطلون عن العمل أو الذين يعملون في قطاع غير منظم، نصف القوة العاملة، "فإن أهمية هذا المشروع تكمن في تعزيز الشركة مع القطاع الخاص من أجل الحد من نسبة البطالة لدى الشباب وكسر الحواجز أمام إيجاد فرص عمل لهم، وتسهيل عملية الانتقال من مقاعد الدراسة الى سوق العمل"، يقول الصايغ، ويلفت إلى أن فوائد هذا المشروع لا تقتصر على إيجاد فرص عمل بل"تساهم في تحسين قدرات الشباب عبر تدريبهم على وسائل البحث عن العمل، وعلى تسليحهم بقدرات كالمهارات الحياتية والعمل الجماعي والتواصل في سوق العمل، فضلاً عن ربط مضمون التدريب مع متطلبات القطاع الخاص من أجل زيادة فرص العمل أمام الشباب وتحسين نوعية الوساطة أو التنسيب بين الشباب وأصحاب العمل".
مراحل المشروع ومكوناته
ثمة أربع مراحل لتطبيق المشروع أوجزها الصايغ على النحو الآتي:
تتناول المرحلة الاولى شروط الاشتراك، "فمن يرغب من الشباب أو الشابات المشاركة في البرنامج، "أن يكون عمره بين 16 و30 عاماً، بلا خبرة عمل سابقة اي ان لا يكون قد تسجل سابقاً في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعيNSSF وأن يقدم طلباً الى المؤسسة الوطنية للاستخدام NEO (السيرة الذاتية وبطاقة الهوية) والحصول على بطاقة انتساب إلى المشروع".
وتتضمن المرحلة الثانية دور NEOوأل NGO في اختيار المشتركين وتدريبهم بعد تسجيل المشترك في المؤسسة الوطنية للاستخدامNEO ، ويتم اختيار مجموعة من المشتركين في القرعة ليخضعوا للتدريب من المؤسسة الوطنية للاستخدام والمنظمات غير الحكومية.
ويستغرق التدريب 75 ساعة ويحوي بعض المهارات التقنية والعملية كالتواصل، اعداد المراسلات والسيرة الذاتية، اجتياز المقابلات، احترام الغير، الثقة بالنفس وبالغير، تنظيم العمل، كيفية مواجهة الصعوبات الخ....
ويشير الصايغ في هذا السياق إلى أن "المنظمات غير الحكومية تمارس دور الوسيط بين الشباب وأصحاب العمل، وتجهد في إيجاد فرص عمل مناسبة للشباب المشتركين في المشروع".
أما في المرحلة الثالثة فيحصل المشترك الذي اجتاز مرحلة التدريب على بطاقة الدعم voucher المعتمدة لدى كل شركاء المشروع وهم:
الحكومة اللبنانية - وزارة العمل، المؤسسة الوطنية للاستخدام، مؤسسات القطاع الخاص، منظمات غير حكومية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
ويذكر أن رب العمل الذي يستخدم مشتركاً يحمل هذه البطاقة يسترد بدلات اشتراكات الضمان الاجتماعي (21٫5% من الاجر الشهري) لمدة سنتين على ان تكون هذه النسبة تنازلية فصلياً في السنة الثانية. "فبعد تأكد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من دفع رب العمل بدلات اشتراك في الضمان عن المشترك، تتحمل الحكومة اللبنانية ما يسترده رب العمل من هذه النسبة "، يؤكد الصايغ.
وفي المرحلة الأخيرة، "يتولى فريق عمل يتألف من خبراء في البنك الدولي ووزارة العمل تقويم المشروع الذي تستغرق مدته بين السنة ونصف السنة، يتابع كل مراحله في تجميع المعلومات من أجل تقويم أداء المشترك وفاعلية المشروع".
ورداً على سؤالنا عن تمويل المشروع، يجيب الصايغ: "رصدت الحكومة 10 مليارات ليرة. لموازنة هذا المشروع، ويغطي البنك الدولي نفقات اضافية بقيمة مليار ونصف مليار ليرة".