بعد تأجيلين، خضع الطلاب اللبنانيون الذين كانوا يتابعون دراساتهم في سوريا، أمس، لامتحان القبول التقويمي في كليتي الطب وطب الأسنان. كان الانتظار لهذا اليوم «الاستثنائي» طويلاً ومخيفاً في آن، وهكذا كانت لحظة النهاية متأرجحة بين الخوف والمعقول. ففي الطب، شكا الخارجون من امتحان دام 6 ساعات من بعض الأسئلة المتخصصة «المبكّلة»، التي كان من الممكن تفادي الصعوبة فيها «لو أننا أُعطينا وقتاً أطول للتحضير». أما الشكوى الثانية، فقد طالت مسابقة «اللغة»، لكنها تبقى محدودة «تطال من تمرّس باللغة العربية ونسي كلياً اللغات الأجنبية»، تقول إحدى الطالبات التي تعتبر لغتها الأجنبية «déjà منيحة». مع ذلك، كانت مشكلة اللغة هي الأساس بالنسبة إلى معظم الممتحنين في كلية طب الأسنان. فبرغم السهولة التي امتاز بها الامتحان، في رأي معظم الطلاب، «كونه أتى تقويمياً مختبراً معلوماتنا الأساسية في معظم أسئلته»، إلا أن اللغة «ولدت لدينا مشكلة في فهم الأسئلة، وبالتالي التعبير»، يقول الطالب حسام الزين. لولا تلك المشكلة، لكان الامتحان «فعلاً تقويمياً»، يقول أيمن يحيى. الشاب الذي خرج راضياً عن مستوى الأسئلة أزعجه فقط «أنه كان يمكن الإجابة بأريحية أكثر، لو أننا لم نواجه صعوبة في تأمين كل المقررات». وهنا، يشير عميد الكلية الدكتور منير ضومط إلى أن «الكلية تعاطت مع الطلاب في طرح الأسئلة انطلاقاً من اختبار الأساسيات، فعلى سبيل المثال طرحنا أسئلة على الخاضعين لامتحانات السنة الخامسة تتعلق بالعيادة وكيفية العمل على إعداد حشوة للأسنان...». أما بالنسبة إلى من واجهوا صعوبة، فقد أشار ضومط إلى أنهم «واهمون، فالامتحان تقويمي، لكن البعض قد يكون واجه صعوبة لأنه أخذ بالتسريبة التي أطلقها بعض الأساتذة بأن من يرسب يعود إلى السنة التي كان فيها في سوريا». وعلى هذا الأساس، يمكن أن يكون بعض الطلاب «قد تقدموا لامتحان في سنة تتخطى السنة التي يدرسونها في سوريا، وهنا تكمن الصعوبة في مواد لم يدرسوها أصلاً». ثمة حالة أخرى للإحساس بصعوبة الامتحان، وهي تلك المتعلقة «بمستوى الطالب الأساسي».
على الرغم من ذلك، كان «الجو» أكثر راحة من ذلك الذي ساد كلية الطب، بحسب ما يقول طلاب الأخيرة. وفي هذا الإطار، يردّ عميد الطب الدكتور بيار يارد على هؤلاء بالقول إن «الامتحان كان تقويمياً، إذ إننا لم نعط أسئلة مستوى بقدر ما حاولنا إعطاء أسئلة لاختبار معلومات الطالب». لكن، لا يخفي يارد، أن تكون الصعوبة «متدرجة حسب السنوات، فمن الطبيعي أن لا يكون مستوى أسئلة الثانية شبيهاً بالثالثة أو الرابعة مثلاً».
وبعيداً عن جو الأسئلة، يتطرق ضومط إلى «جو الغياب» في كليته، مشيراً إلى أنه «من أصل 195 تقدموا بطلبات ترشيح، غاب 18 طالباً»، معظمهم كانوا من السنة الثالثة والرابعة.
يبقى هاجس أخير، وإن كان سابقاً لأوانه، وهو المتعلق بمصير من لا يسعفهم الحظ في النجاح. وإذ يفضل يارد وضومط تأجيل «الهاجس» إلى ما بعد صدور النتائج عقب يومين ربما، إلا أنه لا يمكن «التغاضي عن إمكانيات الكلية». أما «ما لا حول ولا قوة به»، هو أن الكليتين ستعملان على قاعدة «مع السوق سوق». وإن كان لا بد من استثناء البعض، فهم «أولئك المعدومون كلياً». وفي أسوأ الحالات، ثمة مطلب أخير للطلاب وهو «أنه إذا رسبنا، فالأفضل أن نخسر عاماً، لا أن نخسر الجامعة».