نبّهت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان، كريستينا كوستيال، خلال زيارتها لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الى الاخطار الناجمة عن زيادة نفقات الدولة خاصة في ضوء عجز الموازنة ووضع كتلة الدين العام، معتبرةً أن توقيت الزيادة على سلسلة الرتب والرواتب ليس مناسباً، محذّرةً من ان نسب النمو في لبنان لهذا العام متدنية مقارنة مع السنوات السابقة، ومشيرةً الى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة البطالة والحد من ارتفاع نسبتها.
ولفتت كوستيال الى انه هناك قناعة لدى صندوق النقد بأن لبنان يمكن أن يتخطى هذه المرحلة نظراً لقدرته على النهوض وإدارة الازمات، آملةً في تحقيق نسب نمو أفضل في العام 2013 من دون ذكر رقم محدد، ومشددةً في الوقت عينه على "جهود مصرف لبنان الذي إستطاع جمع وخلق منظومة حماية نقدية دفاعية تسمح بإدارة الازمات حتى و لو طالت".
من جهته، أبدى الرئيس سليمان، بحسب مستشاره الاقتصادي شادي كرم، تفهمه للتنبيه الذي حملته كوستيال، مشيراً الى أن أي زيادة على سلسلة الرتب والرواتب عليها ان تأخذ في الاعتبار الاوضاع الاقتصادية العامة، ويجب أن تترافق مع تدابير تسمح بالحد من النتائج السلبية على الانتاجية والقدرة التنافسية. ورأى رئيس الجمهورية أن الموازنة يجب أن يكون همها الاساسي تحقيق النمو في الاقتصاد، وضع هيكلية ضريبية تأخذ في الاعتبار هذا النمو، ضبط النفقات في عدد من مرافق الدولة وتجنب أخذ تدابير تمس بالقدرة التنافسية والانتاجية، مضيفاً أنه في ضوء الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد من الضروري القيام بتحليل معمق لطبيعة الاقتصاد اللبناني، يشارك فيه صندوق النقد والبنك الدوليين لتمكين الدولة اللبنانية من تطبيق التدابير والسياسات التي تتناسب مع الوضع الاقتصادي اللبناني، والعمل على وضع موازنة سليمة تتناغم مع الوضع الاقتصادي الحقيقي. (المستقبل، الديار 21 تشرين الثاني 2012)