يومان تاريخيان للعمل المطلبي النقابي في لبنان وغريب يؤكد أن جميع الخيارات مفتوحة

سجلت هيئة التنسيق النقابية إنجازاً تمثّل بيومين من الإضرابات والإعتصامات في 27( و28 تشرين الثاني الماضيين) التي شلّت القطاعين العام والخاص في لبنان ولو بنسب متفاوتة، حيث لبى عدد كبير من الموظفين والأساتذة دعوة هيئة التنسيق إلى الإضراب والاعتصام أمام وزارة التربية، ومبنى وزارة المال - الضريبة على القيمة المضافة، بحضور أعضاء الهيئة ورابطة موظفي الإدارات العامة وروابط المعلمين ونقابيين، وذلك احتجاجا على عدم إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب، ملوّحين بالتصعيد إذا استمرت الحكومة في المماطلة.
فقد نجحت الهيئة على مدي يومي الإضراب في تأكيد حضورها النقابي في مختلف الإدارات الرسمية، فضلا عن المدارس والثانويات الرسمية، وعدد كبير من المدارس الخاصة، حيث أثبتت بوحدتها أن بمقدورها تعطيل، مرافق أساسية في البلاد. وفيما كانت الإعتصامات في الماضي تتم في مكان وزمان محددين، باتت الآن منتشرة في 27 قضاء، وعلى مساحة الوطن، فضلا عن المدارس والإدارات الرسمية، والوزارات، وتحديدا في وزارات الخدمات مثل: المال، الصحة، العمل، الاتصالات، والزراعة، والإعلام، والكهرباء وتعاونية موظفي الدولة.
وقد حمل اليوم الثاني من الاعتصام المركزي أمام مقر "الضريبة على القيمة المضافة" في منطقة العدلية، أكثر من رسالة اتجاه المسؤولين في الحكومة، حيث انتقد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنا غريب صم الآذان عن سماع صوت المعتصمين، ورد على قول وزير العمل سليم جريصاتي إن هيئة التنسيق تحارب "طواحين الهواء"، قائلاً لا نحارب طواحين الهواء، لأننا نحترمكم، ولا نعتبركم طواحين هواء، وما زلنا نراهن على مصداقيتكم في الالتزام بتعهداتكم لإحالة السلسلة، فأين هي مصداقيتكم في هذا المجال، أنتم وسائر الوزراء في اللجنتين الموسعة والمصغرة، وما اتفقنا عليه". كما شهد اليوم التالي تهديدات وضغوطات، مورست على موظفي/ات وزارة الشؤون الإجتماعية لمنعهم/ن من الإضراب.
وفي تطور قد يعكس بعض التباين داخل مجلس الوزراء، أكد وزير المال محمد الصفدي في بيان، تأييده إحالة سلسلة الرتب والرواتب في أقرب وقت ممكن إلى مجلس النواب كما أعدتها وزارة المال ورفعتها إلى مجلس الوزراء، إلا أن غريب رفض هذا الأمر لان السلسلة المقدمة من الصفدي قد تمّ تجزئتها وهو ما يؤدي إلى تآكلها، مؤكداً أن جميع الخيارات للتحرك مفتوحة.(السفير/النهار/الأخبار/النهار 28/29 تشرين الثاني2012)