"الصحة في السجون": مؤتمر لتحسين وتطوير الخدمات

شكلت التدابير الممكن تطبيقها لتحسين وتطويرالخدمات في السجون محور مؤتمر "الصحة في السجون" الذي نظمته" اللجنة الدولية للصليب الأحمر" في "الكورال بيتش" برعاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ممثلاً برئيس وحدة الإدارة المركزية العميد محمد قاسم، ومشاركة رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر يورغ مونتاني وممثلين عن وزارات العدل والصحة والشؤون الاجتماعية، وعدد من الضباط الأطباء والرتباء في قوى الأمن الداخلي ومسؤولين عن السجون في لبنان.
ولفت مونتاني الى ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر مرت بالعديد من الصعوبات منذ تاريخ وجودها في لبنان، وما زال هذا البلد يعاني نتائج الحروب الماضية وهنا أذكرمعاناة أهالي المخطوفين ومواكبة الصليب الأحمر لهم وإننا نلعب دوراً مهماً في مساعدة اللاجئين والمصابين ونقوم بالأعمال للتخفيف من الأزمات الإنسانية الحاصلة في سوريا أيضاً، وندعم بشكل كبير الصليب الأحمر اللبناني الذي يلعب دوراً هاماً بالإستجابة للحالات الإنسانية، كما إننا نتعاون مع الأجهزة الأمنية لدعم اللاجئين السوريين، ولدينا نشاط الوسيط المحايد في حالة النزاع الدولي بين لبنان وإسرائيل ولا يقتصر عملنا على المساعدات فقط بل على نشر الوعي والقيام بالإجراءات اللازمة لتنفيذ القانون الدولي".
وقال: "عن نشاطنا في السجون، نعمل في ثمانين بلداً ونقدّم الخدمات ونواجه الصعوبات، ولبنان لا يشذ عن هذه القاعدة، ووجودنا اليوم هو نتيجة العمل المستمر والطويل مع المسؤولين عن الصحة في السجون في قوى الأمن الداخلي، وهذا المؤتمر هو ثمرة عمل إستراتيجي من ضمن ندوات وحلقات عمل مشتركة".
ونوه قاسم بدور اللجنة في القضايا الإنسانية في زمني الحرب والسلم، وأوضح أن الوضع الصحي في السجون العالمية مشكلة خطيرة لا ينبغي تجاهلها، هنالك نحو 10 ملايين سجين في العالم أما عدد الذين يدخلون إلى السجون أو يخرجون منها سنويا فيصل إلى نحو 30 مليونا، مشددا على أن التعاطي مع السجون لا بد من أن ينطلق من كونه جزءاً من التعاطي الوطني مع مشكلة الجريمة لأن 80% من الأشخاص السجناء يعودون إلى السجن من جديد.
ولفت الى أن "التعاون مع اللجنة بدأ عام 2007 تم خلالها تحقيق العديد من الانجازات على صعيد الطبابة في السجون اللبنانية"، وأوضح أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بصدد إنشاء مكان لجمعها ليصار بعدها إلى نقلها خارج السجن بغية التخلص منها، كما تم إجراء دراسة أخرى حول التخلص من النفايات الصلبة من السجن وتدريب النزلاء على هذا الأمر.
وأكد "إن التحديات كبيرة لكننا عازمون على مواجهتها وتذليلها سويا "، مشيرا الى أن المديرية قامت باتخاذ العديد من القرارات بغية تحسين الوضع الصحي في السجون اللبنانية منها تنظيم مؤتمر حول الصحة في السجون والعمل على استحداث مراكز طبية في سجني زحلة وطرابلس واستحداث مكتب طبابة السجون في مصلحة الصحة لمعالجة الأوضاع الصحية للنزلاء المرضى ومستوصفات في بعض مباني سجن رومية المركزي والعمل جار لاستحداث مستوصفات أخرى، كما تم زيادة عدد الأطباء المناوبين في سجن رومية من واحد إلى أربعة على مدار الساعة وزيادة عديد عناصر المركز الطبي فيه وتعيين أطباء اختصاصيين وأطباء صحة عامة وممرضين لزوم سجن رومية المركزي وسجني طرابلس وزحلة.
ولفت الى أنه تم عقد اجتماعات دورية بين القطعات المعنية في قوى الأمن الداخلي من جهة واللجنة الدولية للصليب الأحمر من جهة أخرى بغية تحسين عملية التقديمات الصحية في سجن رومية المركزي وتم التوصل الى تنفيذ بعض التوصيات والعمل جار على تنفيذ بعضها الآخر، منها زيادة عدد الأسرة في المستشفيات المتعاقدة لزوم النزلاء المرضى وتخصيص دوريات سوق لنقل النزلاء المرضى إلى المؤسسات الصحية وتركيب آلة تصوير أشعة في مركز رومية الطبي وتركيب آلات لفرز الدم وبرادات لحفظه بغية العمل على إجراء الفحوص اللازمة في كل من سجون رومية، طرابلس، زحلة ونساء بعبدا، بالإضافة الى تجهيز المراكز الطبية بسيارات إسعاف حديثة وتخصيص النزلاء كبار السن والمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة بجناح خاص.
ثم قدّم قاسم بإسم ريفي درعاً تذكارية لمونتاني، بعدها ناقش المجتمعون التحديات داخل السجون وسبل معالجتها.

13 تشرين الثاني2012