تفعيل المجلس الأعلى للصحة و120 مليار ليرة للمستشفيات
لم يكن «الملتقى الحادي عشر لاتحاد المستشفيات العربية» الذي انطلق أمس، تحت عنوان: «المستشفيات في لبنان عام 2020» في فندق «لورويال - ضبيه»، بعيدا عن ضغوطات اللحظة، وفق وزير الصحة العامة علي حسن خليل، «التي ربما تقلق الكثيرين، وربما إلى يأس البعض، وهذا هو الواقع التي نعيش».
وتوجه خليل إلى المشاركين والحاضرين في الملتقى ومنهم رئيس الإتحاد الدكتور فوزي عضيمي، ونقيب الأطباء شرف أبو شرف، ونقيب المستشفيات سليمان هارون، ونقيبة الممرضين والممرضات هلا سماحة نويهض، قائلا إن «القطاع الصحي والاستشفائي في لبنان، استطاع أن يتجاوز الكثير من المحطات، وأن يصل إلى الاتساع على مستوى الكم والنوع الحاصل اليوم، هو قطاع قادر على أن يصل عام 2020 إلى واقع أفضل بكثير يحمل توجهات استثنائية تواكب التطور والعصرنة».
وأمام حشد من الشخصيات الرسمية والطبية وممثلي الهيئات العسكرية والمدنية وأصحاب ومدراء المستشفيات والعاملين في حقل الاستشفاء، أعلن خليل عن «إعادة تفعيل المجلس الأعلى للصحة»، آملا أن يركز الملتقى «على تقديم توصيات اعتبرها جزءا من أوراق العمل التي ستكون أمام المجلس الجديد المنوي تفعيله من أجل أن يعزز هذه الشراكة المباشرة بين الوزارة والمستشفيات الخاصة».
وعلى مستوى ما للمستشفيات الخاصة من حقوق لدى الوزارة، قال: «تقدمنا بمشروع قانون لتغطية كل المستحقات للمستشفيات من 2005 حتى 2011، ولقد أقرّ هذا القانون ونشر، وسيبدأ العمل به لسد كل مستحقات المستشفيات حتى سنة 2011»، مضيفا «لقد أقررنا ما للمستشفيات في ذمة الوزارة والمقدرة بـ120 مليار ليرة، وتم توقيع القانون وفق الأصول ونشر، وسنبدأ العمل على تطبيقه من الآن وحتى السنة المقبلة».
ولفت الانتباه إلى وجود الكثير من المؤشرات الايجابية في واقعنا الصحي، وهي مؤشرات لم نكن لنصل إليها لولا تكامل أدوار وإرادات الجميع، من مستشفيات وأطباء وممرضين وكل القطاعات المتصلة بهذا الشأن، لنصل معا إلى نسبة وفيات ربما تكون هي الأقل بين الأطفال في العالم، وكذلك إلى نسبة وفيات الأمهات عند الولادة. وهي أرقام مشجعة تعطي تفاؤلا أننا قادرون على النهوض في واقعنا والدفع به نحو الأمام».
وأكد «أننا بادرنا إلى إطلاق خريطة صحية متكاملة ترسم واقع الصحة في لبنان على مستوى الانتشار من جهة، وعلى مستوى كفاءة وتقديم الخدمات من جهة أخرى».
وبعدما أبرز مجددا العمل على «تأمين نظام التغطية الصحية الشاملة لأكثر من نصف اللبنانيين غير المشمولين بأي نظام صحي حتى الآن»، أشار إلى أن الوزارة طوّرت نظام الاعتماد الذي كان معمولا به في المستشفيات الخاصة والحكومية.
وأعلن أنه «إضافة إلى نظام التغطية الصحية والخريطة والرعاية الصحية، هناك نظام يرتبط بالبطاقة الصحية والمعلوماتية والإحصاءات، وهو نظام نؤكد فيه شراكة الجميع ومسؤولية الدولة بالدرجة الأولى».
وكان الملتقى قد استهل بكلمة لرئيسة اللجنة التنظيمية والعلاقات العامة في الاتحاد أليس يمين بويز، ثم كلمة لعضيمي، قال فيها «نجتمع مجددا بعد 12 عاما، في بيروت، حيث أسسنا معكم ومع عدد من المستشفيات العربية اتحاد المستشفيات العربية». وأوضح أن الحلول التي تقدمها توصيات المؤتمر، تتمحور حول حاجتين أساسية وملحة، وهي النظام والمال، داعيا إلى «الاستعجال في تقييم وتفعيل المجلس الأعلى للصحة أسوة بالدول المتقدمة، وتأمين ملاءة للمرضى المستهلكين، وذلك من خلال تشجيع إنشاء صناديق التعاضد».
من جهتها، لفتت نويهض الانتباه إلى «مقومات ومرتكزات ضرورية لتعزيز ثقافة الأمان التي يحتاج إليها العاملون في مهنة التمريض، لتعزيز دورهم في اتخاذ القرارات، وتفعيل هذا الدور في خطوط العمل المتقدمة لحماية المرضى».
ورأى أبو شرف أن «التحديات أمام المستشفى اللبناني عام 2020 متعددة، ومتشابكة في زمن التطور التكنولوجي السريع، والحاجة الملحة للجسم الاستشفائي من أجل تطوير قدراته ليعيد الثقة بينه وبين المريض، وليلعب دوره بنجاح على الصعيد الوطني والإقليمي، ونجاح تأمين الخدمة الصحية يتيسر عندما تتضافر جميع الجهود لوضع استراتيجية صحية».
واعتبر هارون أن «الوضع الحالي للمستشفيات دقيق جدا، إذا لم نعمل على استدراك الأمور»، وقال: «ما يجب أن نعمل عليه من الآن حتى عام 2020، هو أن نقسم المدة إلى فترتين من أربع سنوات، فنضع خطة استراتيجية للسنوات الأربع الأولى، ومن ثم خطة للسنوات الأربع التالية». وأوضح أن «الخطة يجب أن تكون بالعودة إلى ممارسة الأعمال الاستشفائية والطبية بأخلاقية عالية، وتعميم ثقافة الجودة ووضع خريطة صحية على ضوء احتياجات المواطنين وإمكانيات الدولة، وضبط سوق الدواء والمستلزمات والمعدات الطبية ترشيدا للإنفاق، وتأمين الأجواء والاجراءات العملية لتشجيع السياحة الاستشفائية مع ما يرافقها من تبادل للخبرات مع المستشفيات والجامعات في الخارج».
وفي حفل الافتتاح، تسلم خليل من عضيمي «جائزة القيادة في الصحة» التي اعتبرها «جائزة لكل العاملين بصمت من أجل النهوض بالقطاع الصحي في لبنان».
30 تشرين الثاني2012