الإحصـاءات الصحيـة «مـوجـودة»

انخفض المعدّل السنوي لوفيات الأطفال (دون الخمس سنوات) في لبنان، بين العامين 2000 و2007 من 33 في الألف إلى 18.3 في الألف. ولم يسجّل معدّل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب، تغيّرات كبيرة في السنوات الأربع الماضية، مع ارتفاع ضئيل في العام 2008، وانخفاض طفيف في العام 2009. وقد تجاوز عدد حاملي الفيروس عدد المصابين بمرض السيدا في مراحله المتقدّمة. وارتفع عدد حاملي بطاقة الإعاقة التي تصدرها وزارة الشؤون الاجتماعية من عشرة آلاف في العام 1996، إلى نحو ثمانين ألفا في العام 2011. وارتفعت نسبة اليد العاملة فوق الخامسة عشرة من العمر من 44 إلى 48 في المئة بين العامين 2004 و2009. كما يشكل الرجال نسبة 74 في المئة من اليد العاملة والنساء نسبة 26 في المئة. ويوجد في السجون (ما عدا سجن رومية) 26 ممرضا أو ممرضة، وستة أطباء، وطبيبين ضابطين. وبلغ معدّل استخدام وسائل منع الحمل في العام 2009 عند النساء في لبنان 53.7 في المئة. ويتراوح عدد اللاجئين الفلسطينيين بين 260 ألفا و280 ألفا، ويعاني 144333 منهم أمراضا مزمنة، وتفتقد نسبة 95 في المئة منهم إلى التأمين الصحي. جميع تلك الأرقام تندرج في «التقرير الوطني عن الإحصاءات الصحية في لبنان»، الذي أطلقه أمس، «معهد الإدارة الصحية والرعاية الإجتماعية» في «جامعة القديس يوسف»، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، و«منظمة الصحة العالمية»، وبدعم من «مجلس البحوث في الجامعة». وتشير منسّقة المشروع الدكتورة ميشيل قصرملّي أسمر، إلى أن «مقولة عدم وجود إحصائيات صحية في لبنان غير دقيقة، إذ تتوافر الدراسات والبحوث في شأن الأرقام عن انتشار الأمراض والجهاز الصحي والموارد البشرية. في المقابل، يوجد صعوبة في الحصول على تلك الأرقام المتفرّقة والموزّعة بين وزارات ومؤسسات عدّة مع غياب مرصد أو مرجعية واحدة وموّحدة في البلد». ويشكّل التقرير، الذي صدرت نسخته الأولى في العام 2004، مرجعاً مهمّا لمعظم الإحصائيات الصحية في لبنان في شأن مؤشرات الصحة العامة: عدد الوفيات، وانتشار الأمراض، والبنى التحتية، والموارد البشرية، ومحدّدات الصحة مثل الفقر، والبيئة، واليد العاملة وغيرها.
تشرح قصرملّي، وفق إحصائيات التقرير، «على سبيل المثال، محافظة جبل لبنان تسجّل المعدّل الأكبر لانتشار مرض التهاب الكبد الوبائي ـ ب، بينما ينتشر مرض التهاب الكبد من نوع ـ أ، أكثر في منطقتي الشمال والبقاع. وتظهر الأرقام أن العدد الأكبر من حوادث السير يقع في محافظة جبل لبنان. ويترواح عمر أكبر نسبة من الضحايا بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين عاما». وتلفت إلى أن «عدد الأسرّة في المستشفيات الخاصة يفوق تلك الموجودة في المستشفيات الحكومية. ويمتلك لبنان تقنيات التصوير الصحية المتطورة غير أنه يفتقد المراكز المتخصصة مثل مراكز معالجة الحروق، أو مراكز زرع الأعضاء». كما يعتبر «مرض الاكتئاب الأكثر انتشارا بين الأمراض المزمنة عند السجناء في لبنان»، غير أن قصرملّي تشدد على «ضرورة تطوير البحوث الإحصائية في شأن صحة السجون في لبنان لتوفير معلومات أكثر دقة». وتلاحظ قصرملّي بأن نسبة الأطباء لكل ألف مواطن في لبنان، هي الأعلى في منطقة شرق المتوسط، بينما تعتبر نسبة الممرضين والممرضات من المعدّلات الأدنى في المنطقة.
تتركز أهمية جمع الإحصاءات، وفق مدير المعهد الدكتور وليد الخوري، في معرفة الوضع الصحي العام في البلد، ووضع السياسات الصحية الفعالة، «إذ يوفّر التقرير معلومات عن مكامن النقص وعن مؤشرات القوة في الوضع الصحي العام». في المقابل، يطمح الخوري إلى «إنشاء مرصد موحّد لجميع الدراسات والبحوث الإحصائية التحليلية الصحيّة في لبنان. يلبّي المرصد الحاجة إلى معرفة، وعلى سبيل المثال، أثر حملات التوعية في الوقاية من الأمراض وانخفاض معدّل انتشارها، أو أثر تطبيق بعض القوانين مثل منع التدخين في الأماكن المغلقة، أو وضع حزام الأمان». وتوصي قصرملي، وفق التقرير، بـ«ضرورة توحيد المعايير والمؤشرات في البحوث الصحية اللبنانية، وبانشاء وحدة تحقق وتقويم أرقام الدراسات ودقتها، وبمكننة القطاعات الصحية في سبيل توفير الدراسات الإحصائية بطريقة موحدة ويمكن الإطلاع عليها من قبل جميع المهتمّين والمعنيين».
ويمكن تحميل التقرير الوطني للإحصائيات الصحية في لبنان الأسبوع المقبل على المواقع التالية:
www.igsps.usj.edu.lb و www.leb.emro.who.int و www.moph.gov.lb

5 كانون الأول2012