الاحصاءات الصحية في لبنان متوفرة لكنها جزئية ومبعثرة!

أطلق معهد الإدارة الصحيّة والرعاية الإجتماعية في جامعة القدّيس يوسف بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وبدعم من مجلس البحوث في الجامعة، الطبعة الثانية من التقرير الوطني عن الإحصاءات الصحيّة في لبنان. يشكّل هذا التقرير، الذي صدرت نسخته الأولى في العام 2004، مرجعاً احصائياً حول الكثير من مؤشرات الصحة العامة الاساسية مثل: عدد الوفيات، انتشار الأمراض، البنى التحتية، الموارد البشرية، محدّدات الصحة مثل الفقر، البيئة، واليد العاملة وغيرها.
وبمناسبة اطلاق التقرير، اشارت منسّقة المشروع الدكتورة ميشيل قصرملّي أسمر، إلى أن "مقولة عدم وجود إحصائيات صحية في لبنان غير دقيقة، إذ تتوافر الدراسات والبحوث حول انتشار الأمراض والجهاز الصحي والموارد البشرية. في المقابل، يوجد صعوبة حقيقية في الوصول الى تلك الارقام المجزأة والموزّعة بين وزارات ومؤسسات عدّة في غياب مرجعية واحدة وموّحدة في البلد".
واوصت قصرملي بـ"ضرورة توحيد المعايير والمؤشرات في البحوث الصحية اللبنانية، وبانشاء وحدة تحقق وتقويم لمراجعة ارقام الدراسات ودقتها، وبمكننة القطاعات الصحية في سبيل توفير الدراسات الإحصائية بطريقة موحدة تمكّن جميع المهتمّين والمعنيين من الإطلاع عليها".
من جهته، اشار مدير المعهد الدكتور وليد الخوري الى اهمية جمع الاحصاءات للتعرف على الوضع الصحي العام في البلد، ولوضع السياسات الصحية الفعالة. كما عبّر الخوري عن امله في "إنشاء مرصد موحّد لجميع الدراسات والبحوث الإحصائية التحليلية الصحيّة في لبنان، يلبّي الحاجة إلى معرفة، وعلى سبيل المثال، قياس أثر حملات التوعية ومدى نجاحها في الوقاية من الأمراض وخفض معدّل انتشارها، أو أثر تطبيق بعض القوانين مثل منع التدخين في الأماكن المغلقة، أو وضع شبكة الأمان الصحي او الاجتماعي".
وقد جاء في التقرير ان المعدّل السنوي لوفيات الأطفال في لبنان (دون الخمس سنوات) انخفض، بين العامين 2000 و2007 من 33 بالألف إلى 18.3 بالألف، فيما يسجّل معدّل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب، تغيّرات كبيرة في السنوات الأربع الماضية، مع ارتفاع ضئيل في العام 2008، وانخفاض طفيف في العام 2009. وان عدد حاملي الفيروس قد تجاوز عدد المصابين بمرض السيدا في مراحله المتقدّمة. كذلك بيّن التقرير ارتفاع عدد حاملي بطاقة الإعاقة التي تصدرها وزارة الشؤون الاجتماعية من عشرة آلاف في العام 1996، إلى نحو ثمانين ألفا في العام 2011، وارتفاع نسبة اليد العاملة فوق الخامسة عشرة من العمر من 44 إلى 48% بين العامين 2004 و2009، وان الرجال يشكلون 74% من اليد العاملة والنساء نسبة 26%. وفي الاحصاءات الاخرى التي يوفرها التقرير، توفر 26 ممرضا أو ممرضة، وستة أطباء، وطبيبين ضابطين في سجون لبنان (باستثناء سجن روميه)، وبلوغ معدّل استخدام وسائل منع الحمل في العام 2009 عند النساء في لبنان 53.%. وفي مجال اخر، قدر التقرير عدد اللاجئين الفلسطينيين بين 260 ألفا و280 ألفا، يعاني 144333 منهم أمراضا مزمنة، ويفتقر 95% منهم إلى التأمين الصحي. للمزيد من الاحصاءات، يمكنكم/ن تحميل التقرير الوطني للإحصائيات الصحية في لبنان عبر المواقع التالية:
www.igsps.usj.edu.lb و www.leb.emro.who.int و www.moph.gov.lb