Monday, 14 January 2013 - 1:24pm
خطوة تسلم الجيش مجمع الحدث للجامعة اللبنانية أمنياً، بطلب من رئاسة الجامعة، دعمتها قوى سياسية وطالبية في 8 و14 آذار ومستقلون، واعتبروها مدخلاً لإعادة تصويب الأوضاع في الكليات والفروع.
ترافق طلب ادارة الجامعة اللبنانية من قيادة الجيش التدخل وتسلم مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدت أمنياً، لضبط المخالفات في المطاعم وغيرها من الأمور، مع تبليغ للعمداء والمديرين بوجوب ضبط الأوضاع داخل الكليات والفروع في كل المناطق، والتعميم بمنع دخول غير الطلاب اليها، الى منع المهرجانات السياسية لغير طلاب الجامعة وتلك التي تؤدي الى توترات سياسية ومشكلات تستحضر عناصر من خارج الجامعة. لكن ذلك يحتاج الى انجاز خطوات ادارية وأكاديمية لعل ابرزها تأليف مجلس الجامعة وتعديل القانون 66 وكف التدخل في امور الجامعة.
ومع تسلم الجيش أمنياً مجمع الحدت، نظراً لحجم المخالفات التي حصلت داخل بعض المطاعم، والتي شكلت قاعدة للتدخل في شؤون الطلاب، حتى التدخل في الامتحانات والتسجيل وغيرها من المخالفات القانونية، سيمنع دخول عناصر من الخارج الى المجمع، والذي يضم معظم الفروع الأولى في كليات الجامعة، ومن بينها الحقوق والعلوم، الى اعادة ترتيب أوضاعه الادارية، ثم تلزيم المطاعم لشركات محايدة لا يغلب على اي منها الطابع السياسي، وهذا مطلب للطلاب أساساً بسبب الممارسات التي كانت تحصل من المسيطرين عليها.
في المقابل، كان قرار تأجيل الانتخابات الطالبية الى السنة المقبلة، يصب في توجه اعادة ترتيب أوضاع المجمعات والفروع وضبط المخالفات فيها، لكي تأتي الانتخابات بلا مشكلات سياسية وطائفية، وهو أمر يستدعي خطوات أخرى من التنظيم وإزالة الحالات الشاذة ومنع التدخل السياسي والسيطرة السياسية على الفروع، لتكون الانتخابات ديموقراطية بالكامل وفق قانون ينظمها.
وكانت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اعلنت في بيان، تعقيباً على مداهمة كافتيريا كلية العلوم في الحدت، "أنه بناء على طلب من ادارة الجامعة اللبنانية، قامت قوة من الجيش قبل ظهر الجمعة بإزالة مخالفات في مباني الجامعة في الحدت ومحيطها، حيث أوقفت عددا من الأشخاص المخالفين وضبطت بحوزتهم بعض الممنوعات. وأعيد الوضع الى طبيعته، فيما تمّ تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".
من جهته، أصدر مكتب إدارة شؤون المدينة الجامعية في الحدت بيانا جاء فيه: "تصويباً لما نشرته بعض وسائل الإعلام عن مداهمة الجيش بعض مطاعم المجمّع الجامعي في الحدت ودخوله أبنية السكن الطالبي:
أولاً: إنَّ الجيش لم يقم بمداهمة أي من المطاعم باستثناء مطعم كلية العلوم، وما فعله بالنسبة الى بقية المطاعم هو جولة تفقدية، ولم يدخل أياً من أبنية السكن الطالبي.
ثانياً: إنَّ الجيش اللبناني الذي قام مشكوراً بناءً على طلب من الجامعة اللبنانية لم يوقف أحداً ممن كانوا يشغلون المطعم في شكل غير قانوني.
ثالثاً: نرجو توخي الدقة، ولا داعي لإعطاء الموضوع حجماً أكبر من حقيقته كي لا يُستغل هذا الحدث بما لا يخدم الأعمال الجامعية.
وشكر البيان قيادة الجيش على ما قامت به من حماية ممتلكات الجامعة وإزالة التعديات التي كانت قائمة.
وأصدرت دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية"، بياناً بعنوان "هنيئاً للجامعة اللبنانية"، قالت فيه، انه بعد معاناة طويلة وشاقة ومناشدات عديدة من مطالبتنا إدارة الجامعة اللبنانية والمعنيين القيام بواجباتهم وبسط سلطتهم على كل فروع الجامعة التي تحوّلت بعض كلياتها إلى مربّعات تحكمها "البلطجيه، إتّخذ رئيس الجامعة قراراً جريئاً بإدخال الجيش اللبناني وإعادة مجمع الحدت إلى كنف الجامعة وإقفال كافيتريا كلية العلوم في الفرع الأول التي كانت مقراً لشتى أنواع المخالفات والإشكالات بين الطلاب".
أضافت: "اننا كدائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب "القوات اللبنانيّة"، نشكر قيادة الجيش ورئاسة الجامعة على هذه الخطوة الجريئة على أمل إستكمالها كي لا تكون ناقصة، ونتمنى أن تكون قد بدأت حملة الإصلاحات في الجامعة والإستمرار في إعادة الكليات إلى كنف إدارة الجامعة ومحاسبة المخالفين كي تبقى الجامعة اللبنانية منارة يقتدي بها الجميع".
وأصدر قطاع الطلاب في الحزب الشيوعي واتحاد الشباب الديموقراطي بياناً جاء فيه: شهدت الجامعة اللبنانية في عدد من فروعها، حوادث وإشكالات مسيئة للجامعة الوطنية ولدورها الطليعي في إنتاج جيل مثقف يساهم في بناء الوطن والنهوض بالاقتصاد والمجتمع. وإذ نعبر عن إدانتنا الشديدة لهذه الحوادث، خصوصاً ما جرى في مجمع الحدت في التقارير الخطيرة التي نقرأ عنها، نعتبر أن ما يجري في الجامعة قد وصل الى مستويات خطيرة ولم يعد من المقبول السكوت عنه من ادارة الجامعة. فما يجري اليوم هو نتيجة طبيعية للفلتان الذي يسيطر على الجامعة ومحيطها وللغطاء السياسي والاداري الذي تحظى به بعض المظاهر والحالات الشاذة داخل المجمعات الجامعية، خصوصاً مجمع الحدت، والتي يكون أفرادها في غالبيتهم غير مسجلين في الجامعة بل موجودون بحكم الأمر الواقع.
وطالب البيان إدارة الجامعة مجددا وكل الوزارات والأجهزة المعنية بالتصدي لهذه المظاهر الغريبة عن الجامعة وإعادة الحياة الأكاديمية والطالبية إلى حالتها الطبيعية. ودعا الطلاب إلى رفض هذه الحالات وعدم الإنجرار الى مخططاتها، والى رفع الصوت للمطالبة بتحسين أوضاع الجامعة وتحصينها، من أجل إعادة الثقة بها.